إقليمية

المحلل اللبناني "أمين حطيط" يرجح قيام السعودية بعملية أمنية ضد شخصيات كبرى في كارثة منى

 

رأى الباحث في الشؤون الإستراتيجية العميد د. أمين حطيط أن ما جرى في منى بأنه تقصير في التنظيم و قصور في التفاعل و المعالجة للحدث كما أنه تقصير في التعامل مع النتائج بالإضافة إلى غياب الجهة المختصة و المحترفة .

 

 و في مقارنة بين أعداد الحجيج و أعداد الزائرين لكربلاء في يوم إحياء الأربعين للإمام الحسين "ع"، قال حطيط خلال مقابلة له في إحدى الإذاعات العربية إن مدينة كربلاء يدخلها خلال 72 ساعة أكثر من 10 ملايين زائر ورغم أنها تقع في منطقة غير مستقرة أمنيا و يحيط بها التكفيريون من كل جانب و مع ذلك لم يحدث مثل ماحدث في كارثة منى ، مضيفاً أن الضريح الحسيني يزوره ما لا يقل عن خمسة ملايين ، بينما منى هي واد مكشوف ويستوعب الملايين ويأتي مليونان في وقت متفرق ويذهب 5000 آلاف قتيل فهذا يدل على سوء التنظيم و التخطيط .

 

وأشار إلى قواعد القانون الجزائي بأنه عندما يتوفر القصد الاحتمالي فإن ذلك يعد جريمة كما أنه عندما يكون هناك سوء تنظيم بهذا الحجم يكون هناك قصد احتمالي لارتكاب الجريمة وهو جرم .

 

واعتبر أن ما تسرب من الأخبار عن أن هناك أحد أفراد الأسرة الحاكمة كان يريد أن يسبق الآخرين في رمي الجمار وقطع طريقين رئيسيين الأول من مسجد الخيف لجمرة العقبة و الثاني من جمرة العقبة إلى العزيزية وبمجرد قطع هاذين الشريانين فإن ذلك من شأنه أن يجبر الحجاج على التحرك على غير هدى في اتجاهات متعاكسة فتكون هناك نية قصد إحتمالي بارتكاب جريمة .

 

مرجحاً ماتناقلته الأخبار بأن هناك عملية أمنية قادتها المخابرات السعودية بقوله : "نرجحه دون أن نقطع به وهو الأخطر هو ما قيل ثم ابتلع و هو أن هناك عملية أمنية قادتها المخابرات السعودية لإلقاء القبض على شخصيات هامة (إيرانية وعراقية وباكستانية) و لم تستطع الأجهزة الأمنية أن تتعرف عليها في المطار فدخلت إلى مكة في اليوم السابع من ذي الحجة و انتقلت مباشرة للكعبة المشرفة لأداء عمرة الحج ثم ذهبوا إلى عرفة ثم إلى منى فجاء النظام السعودي بمفرزة أمنية من أجل قطع الطرق و تسهيل عملية اعتقال الشخصيات الهامة" .

 

وأوضح الباحث ترجيحه إلى رواية العملية الأمنية لأسباب منها إقفال حساب مجتهد حينما غرد :" بأن محمد بن نايف صادر الكاميرات و الأفلام حتى لا يكشف سبب الحادثة"، وإنكار السعودية لدخول عضنفر ركن آبادي رغم أنه خرج في عرفة وتلى بيان الإمام الخامنائي ،

بالإضافة إلى رفض السعودية لإجراء التحقيق بالحادثة.

 

وتساءل حطيط عن إذا كانت السعودية قامت بواجباتها كاملة فلماذا تخشى التحقيق ؟ وأردف بقوله إن التحقيق هو ضد الجاني و لمصلحة البريء دائما كل ذلك دلائل ترجح هذه الفرضية ولذلك يجب أن يكون هناك تحقيق شفاف .

 

وذكر الباحث في الشؤون الإستراتجية أنه لديه معلومات أن هناك أربع شخصيات هامة لا أحد يعرف هل هي على قيد الحياة أم أنها ميتة حتى هذه اللحظة.

 

 وقال إن مفردة المفقودين هنا استخدمت إعلاميا في غير محلها ، مبيناً بأن هذا المصطلح يستخدم للكوارث الطبيعية كالزلزال و تتغير معالم الجغرفيا ولكن في منى هناك منظومة أمنية شديدة يكون هناك ألف مفقود فذلك كلام غير مقبول على الإطلاق .

 

وأكد أن استعمال السعودية لكلمة المفقودين يدينها ، معتبراً أن السعودية استخدمت هذه الكلمة من أجل إخفاء الحقيقة .

 

 ورأى أن إيران نصب لها في المنطقة ثلاثة أفخاخ في البحرين و العراق و اليمن و هذا هو الرابع و هو استدراج إيران لحرب مباشرة مع السعودية لتكون السعودية هي الرابحة فبمجرد أن تطلق إيران صاروخا أو نيرانا على السعودية ؟ فإننا سنعود لمقولة العالم الفارسي و العربي و السني والشيعي وتكون السعودية استعادة بيدق القيادة الذي خرج من يدها وانهار نفوذها ، فهي بحاجة الآن للاشتباك مع إيران .

 

 وعن تصريحات وزير الصحة السعودي بأن الوزارة جهزت 155 سيارة إسعاف لخدمة الحجاج في منى " كما أن رئيس فرق الإسعاف في مؤتمر صحفي قوله: " كان لدينا 55 سيارة إسعاف جاهزة " ؟ قال الباحث "حطيط لو سلمنا برقم الوزير 155 سيارة إسعاف لمليوني حاج ، في الإخلاء الصحي العسكري لكل 1000 شخص في السلم تخصص سيارة واحدة على الأقل ، أما في الحرب لكل ألف عسكري سيارتي إسعاف ، المليونان في السلم كالحج لا بد أن يكون لهم 2000 سيارة إسعاف .

 

وتساءل بقوله : لماذا أقفلت السعودية الباب أمام الجميع وأرادت أن تخفي آثار الجريمة ؟ ولماذا ارتبكت السعودية في تحديد العدد للضحايا فأعلنت عن 300 ثم بدأ الرقم في تزايد ، بينما الصحافة الغربية أعلنت عن 7000 قتيل 5000 جريح و لحد الآن لم تعلن السعودية عن الرقم الحقيقي ومع ذلك لم تقم الأمم المتحدة بإجراء تحقيق بالحادثة ! بينما في لبنان حدث انفجار فأقيمت محكمة دولية ! .

 

واستهجن حطيط تصريح سعد الحريري "لمكة رب يحميها" و توجيهه التهاني لآل سعود بنجاحهم في إدارة الحج ؟؟؟

 

وقال إن كل ذلك ينبأ بأن السعودية لا تملك المؤهلات لإدارة الحج وقال لقد هدمت السعودية جميع الآثار الإسلامية ، الذي يذهب إلى مكة اليوم لا يستطيع أن يستدل على أي أثر من آثار النبوة هناك ، منزل الرسول الذي ترعرع فيه تحول إلى مراحيض ذلك لا يفهم منه إلا اجتثاث لآثار الإسلام حتى أن من يذهب إلى الكعبة اليوم لا يكاد يراها إلى حينما يكون قريبا منها .

 

واقترح بقوله : نحن بحاجة لمنظومة إسلامية تجعل من مكة و المدينة منطقة إسلامية مفتوحة وفق منظومة العالم الإسلامية وسن قوانين لإدارة الحرمين ومنظومة أمنية كاملة يساهم فيها المسلمون و تتحمل الأمة الإسلامية مسؤولية الحرمين ويمكن تطبيق ذلك على الأقصى ، و يكون المسجد الحرام بيت الله لا بيت آل سعود .

 

واختتم بقوله إن السعودية منعت السوريين واليمنيين والليبيين من أداء فريضة الحج ، هناك اليوم مخافة من الإحجام عن الذهاب إلى الحج ، جعل المشهد الإسلامي في الحج مثير للقلق والسخرية معتبراً أن ذلك يشوه الإسلام و أن الإسلام جاء بشعيرة غير قابلة للتطبيق ، فتلك إساءة لله في شرعه ، كما أن ظهور المسلمين في هذه الصورة أنهم لم يستطيعوا الرقي في الحضارة بالإضافة إلى خسارة الأرواح.

أضيف بتاريخ :2015/10/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد