أفغانستان: 19 قتيلا في قصف أميركي على مستشفى "أطباء بلا حدود".. والأمم المتحدة تعتبرها "إجرامية"
أدى قصف الطائرات الأميركية الذي استهدف مستشفى "أطباء بلا حدود" في مدينة قندوز الأفغانية إلى مقتل 19 شخصا وجرح 39 آخرين، وهو ما اعتبرته الامم المتحدة "غير مبرر" وقد يكون "إجراميا".
وذكرت المنظمة، في بيان، إن القصف الأميركي "أدى إلى مقتل 19 شخصا بينهم 12 موظفا وسبعة مرضى بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب 37 شخصا"، مؤكدة أن عمليات القصف "استمرت أكثر من نصف ساعة بعدما أبلغت القوات الأفغانية والأميركية بإصابة مركزها بضربة أولى".
وشددت المنظمة على أنها أبلغت على سبيل الاحتراز "الإحداثيات الجغرافية للمستشفى إلى "جميع أطراف (النزاع).. ولا سيما كابول وواشنطن"، فيما تحدث الحلف الأطلسي عن "ضربة جوية" أميركية من دون أن يحدد عدد القنابل التي ألقيت".
أوضحت وزارة الدفاع الافغانية أن العملية "استهدفت على الأرجح إرهابيين مسلحين هاجموا مستشفى "أطباء بلا حدود" ثم استخدموه قاعدة لمهاجمة القوات الأفغانية والمدنيين"، فيما ذكرت "فرانس برس" إنه أثناء وقوع القصف كان هناك 105 مرضى و80 موظفا أفغان وأجانب في المستشفى.
وأعلن المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين أن الغارة الجوية "غير مبررة" و"قد تكون إجرامية"، داعيا إلى "تحقيق معمق وشفاف"، معتبرا أنه "إذا اعتبر القضاء أن (الغارة) متعمدة فإن ضربة جوية على مستشفى قد تشكل جريمة حرب". واضاف "هذا الحدث مأسوي جدا وغير مبرر وقد يكون إجراميا".
من جهته، قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، نيكولاس هايسوم، إن "المستشفيات التي تستوعب مرضى وطواقم طبية يجب ألا تستهدف أبدا". كما اعرب المفوض الأوروبي للشؤون الإنسانية كريستوس ستيليانيدس عن "صدمته الكبيرة". كما شجبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الغارة الجوية "ضد مرضى والمنشآت الطبية وموظفيها"، واصفة إياها بـ"مأساة مروعة".
أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فقدم، السبت "3 أكتوبر 2015 م"، التعازي إلى ضحايا القصف الأميركي على مستشفى الأطباء في قندوز، مشيرا إلى أنه "ينتظر نتائج التحقيق". وقال أوباما، في بيان نشره البيت الأبيض على موقعه على الإنترنت،"أوجه باسم الشعب الأميركي أعمق التعازي للعاملين الطبيين وباقي المدنيين الآخرين الذين قتلوا أو جرحوا في الحادث المأسوي في مستشفى "أطباء بلا حدود" في قندوز".
وأضاف أوباما "وزارة الدفاع بدأت تحقيقا كاملا وننتظر النتائج قبل الحكم النهائي على ملابسات هذه المأساة"، لافتا إلى أن واشنطن ستستمر في "العمل بتعاون وثيق مع الرئيس (الأفغاني أشرف) غني والحكومة الأفغانية وشركائنا الدوليين لدعم قوات الأمن والدفاع الأفغانية في عملها من أجل تأمين البلاد".
وكان وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر قد أعلن السبت أن "تحقيقا كاملا" يجري لكشف ملابسات القصف الذي استهدف المستشفى في قندوز، لكن من دون تأكيد ما إذا كان الأميركيون قد شنوا الغارة. وذكر كارتر إن "القوات الأميركية المساندة للقوات الأمنية الأفغانية كانت تنشط بالقرب من المنطقة، مثلها مثل حركة "طالبان".
وفي كابول، أكد القصر الرئاسي أن قائد مهمة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال الأميركي جون كامبل "قدم اعتذاراته" للرئيس غني خلال مكالمة هاتفية.
أضيف بتاريخ :2015/10/04