بيان حول قرار السلطات الأميركية بإغلاق موقع قناة "نبأ" الفضائية على الانترنت

هي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة..فقد اعتدنا منذ اليوم الأول لانطلاقة قناة نبأ الفضائية قبل ثمان سنوات على الحجب، والمحاصرة، والتشويه، وحتى التهديد..كان يجري ذلك دائمًا تحت طائلة الحقيقة والديمقراطية.. ولكنها الحقيقة المنسوجة بمصالح شركاتهم، والديمقراطية المعمّدة بالهيمنة الرأسمالية على العالم..
أما الحقيقة التي تشرق من غير سمائهم، وتضع النقاط الغائبة والمغيّبة على حروف ارتكاباتهم المروعة في اليمن وفلسطين والعراق وسائر أقطار المشرق بل والعالم فتصبح من ضروب "المحتوى المضلل"، كما جاء في بيان خيبتهم..
لم يطل الوقت بحزمة الشعارات الانتخابية الزائفة التي أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن بمعاقبة الدول المتورطة في انتهاك حقوق الانسان..وانتظر العالم تنفيذ بايدن وعده بمعاقبة قتلة الصحافي جمال خاشقجي، ولكن ما عجز سلفه عن فعله بتبرئة ذمة القاتل الحقيقي مكتفيًا بالحماية لحليفه، أي ابن سلمان، دون تبرئته من أصل الفعل الاجرامي، تجرأ بايدن وادارته على فعل ذلك بدعوى عدم معاقبة قادة الدول، وهو الذي لم يترك وصفا تجريميا ضد خصومه..
ومن عجب وباعث على السخرية الفقرة المثيرة للشفقة التي وضعت على موقع قناة نبأ، ومواقع قنوات أخرى زميلة، في سياق تبرير الاغلاق والمصادرة بدعوى "الاتجار بالتقنيات والمواد والأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية والإشعاعية أو المتورطة في مصادرة تصنيع أو استيراد أو بيع أو توزيع مواد غير مشروعة". حسنًا، لستم بحاجة الى ذريعة بهذا القدر من التهافت للقيام بإجراء تعسفي وغير اخلاقي وغير ديمقراطي، ولكن السؤال: هل أعيتكم الحجج حتى أقحمتم وسيلة اعلامية لا تملك سوى المعلومة غير الخاضعة للرقابة وجعلتم منها هدفًا لتصفية حسابات، ومع الحقيقة أولًا قبل أي شيء آخر.
إن توقيت الاغلاق والمصادرة لم يكن بريئًا، فهو يأتي تتويجًا لنجاح قناة نبأة والقنوات الزميلة في نشر الحقيقة، كما ينبغي أن تكون بلا قيد أو شرط أو تدليس أو تزييف، الى كل من تعنيه الحقيقة دون سواها، الحقيقة المصبوغة بالدم في اليمن وفلسطين والعراق وليبيا وسوريا.
تجاهلت إدارة بايدن عشرات الاعدامات في مملكة الصمت والقهر، وأغمضت عن سابق تصميم عينها عن آلاف المعتقلين والمعتقلات في السجون السعودية، كرمى عيون المال الأسود..غفلت عمدًا عن سجل انتهاكات حليفها وأصيب رئيس الولايات المتحدة بالخرس منذ توليه زمام البيت الأبيض، وتفرّغ لمعاقبة الداعين الى نشر الحقيقة والى الديمقراطية غير الخاضعة للمعايير الازدواجية..
وفي الأخير، إن إجراء الإدارة الأميركية عبر وزارة عدلها ضد قناة نبأ يزيدنا بصيرة في الرئيس المضلِّل بايدن، وحسنًا فعل بكشفه اوراقه في منتصف العام الأول من ولايته، وعلى هذا الأساس يجب أن ينظر شعبنا الى مدعي الديمقراطي وحقوق الانسان وراعي الحريات..
أضيف بتاريخ :2021/06/23