إقليمية

الشيخ جاسم المحمد علي: هذه الإعدامات تؤكد على على هوية السلطات السعودية القائمة على الدم والإبادة


أفاد الشيخ جاسم المحمد علي بأن ما قامت به السلطة السعودية المجرمة من مجزرة دموية ضخمة، قتلت فيها ٤١ شخصاً شيعياً من أبناء الحراك المطلبي في القطيف والأحساء، تؤكد على على هويتها العميقة والقائمة على الدم والقتل والإبادة.

وقال الشيخ جاسم في بيان: "إن هذه الاعدامات الأمنية والقمعية هي ليست نتاج محاكمات قضائية عادلة ودقيقة، بل هي اعدامات وحشية خضعت أسبابها لمعادلات النظام السياسية والأمنية ومقارباته الخاصة لملفات الداخل والخارج وهذا ظلم في حق الإنسان ليس مثله ظلماً، وإن هذه الجريمة لم تكشف جديداً عن عقلية السلطة السعودية وأدائها السياسي والأمني، وإنما أكدت هويتها العميقة والقائمة على الدم والقتل والإبادة والتصفية ومحاربة حرية الإنسان وعزته وكرامته، فهي هوية مناقضة لكل أسس الدولة الحضارية الحديثة".

وأضاف: "الصبي المراهق *محمد بن سلمان* بهذه الجرائم الشنيعة المتعددة ، يؤكد المؤكد بأنه يفتقر الى الحكمة السياسية والمنطق الإنساني، حيث لم يعطِ لنفسه فرصة يثبت بها ولو وهمياً جدية المخرجات والمزاعم التي ادعاها في حواره مع مجلة "أتلانتيك الأمريكية" بأنه يتحلى بالاعتدال والتسامح والانفتاح والتعدد، ويرفض القطبية الطائفية، فهذا الحدث الدموي المروع كشف مقدار تجذر عنفه ووحشيته واستبداده والديكتاريورية التي تشكل أساساً جوهرياً للنظام العائلي الذي ينتمي إليه".

وتابع: "إن شعارات الإصلاح والتغيير والتطوير التي قصد بها بن سلمان أن يعيد انتاج شخصيته السياسية للرأي العالمي والاقليمي، هي ليست إلا تجميلات شكلانية واعلامية لا تملك عمقاً حقيقياً في تفكيره ونمط سلوكه؛ لأنه ينحدر من سلالة عائلية تربت ونمت وعاشت على قاعدة الاستعباد والاذلال والامتهان للإنسان والمجتمع، ولا يمكن لهذه السلطة أن تخرج عن هذا النسق الذاتي والسياسي، بل هذه الشعارات لم ينظر فيها الى الدور الشعبي والجماهيري في قضايا الدولة والسياسة والاجتماع، بل أراد بها أن تكرس وجوده الملكي في وسط عائلته، والانتقال بها من التعددية في أجنحة الحكم إلى الواحدية في القرار والإدارة والتسلط".

وأكد الشيخ جاسم على المكونات الشعبية في الجزيرة العربية أن تكون بهذه الاحداث والوقائع أكثر وعياً وفهما ومعرفةً بحقيقة النظام السعودي، هذا النظام الذي لن يقبل مادام متموضعاً في موقع الحكم والسلطة أن يعطي أي هامش حرية وعدالة للمجتمع وفئاته المتنوعة، منوهاً إلى أن "المغازلات السياسية من قبل البعض لهذا النظام لن تغير ولن تبدل ولن تطور، بل يسثتثمرها النظام لصالحه، ويحولها أداة مساندة له في البطش والاستبداد والإبادة، والمعطيات المتوافرة في التاريخ الماضي والحاضر وصولاً الى الأيام السابقة تؤكد هذه الخصوصية البنيوية في السلطة السعودية".

وقال: "مع هذه الجرائم البشعة والمتكرر على مجتمعنا العزيز بكافة طبقاته وطوائفه وتوجهاته أن يدرك أن هذا النظام يشكل خطورةً كبيرة على وجوده ومقدراته ومقدساته، ولا يمكن لنظام مثل آل سعود أن يتغير من تلقاء نفسه ومن وحي ذاته، بل يحتاج شعبنا المظلوم إلى يفكّر جديا  في مسالك التغيير لواقعه البائس والخطير، لأن التغيير عادة في مثل هذه الأنظمة لايأتي من فوق، بل يصعد من البنى الشعبية والبشرية الى النظم السياسية والمجتمعية، كما أن النظام منذ باكورة نشأته وهو يمارس بأمواله وامكاناته حرباً ضروساً على الأمة وهويتها في الداخل والخارج، بدأت بالأدوات الصلبة والوعرة، ووصلت اليوم الى الأدوات الناعمة التي تسعى الئ تذويب البقية الباقية من عزة المجتمع وأخلاقياته".

وأضاف: "إن عملية القتل المتكررة لأبناء الطائفة الشيعية، لأنهم يطالبون بحقوقهم المشروعه والعادلة، هي تهدف الى التهميش الوجودي لهذا المكون المظلوم من خلال القمع الأمني، والاقصاء السياسي، والحرمان الاقتصادي، والتمييز الاجتماعي .. فهذا النظام ينظر في أدبياته وقناعاته إلى أن نفس الانتماء المذهبي الى المكون الشيعي هو في حد ذاته معارضة للنظام وخطورة على وجوده !، فلا يمكن لنظام هذه هي طرائق تفكيره أن يقبل بصور حقيقية بالتنوع المذهبي، والتعدد الفكري، فعلى أهل الوعي والعقل أن لايساهموا -من حيث لايشعرون- مع النظام السلماني في الترويج لأكاذيب محمد بن سلمان حول التعدد والتسامح والاعتدال".

وتابع: "في هذا الحدث المؤلم، علينا أن لاتغيب عنا الحقائق القرآنية والسنن التاريخية، بأن سفك هذه الدماء البريئة والمظلومة هي مؤشرات بارزة للتمهيد الإلهي لتحقيق وعده  بزوال الظلم والظالمين، وانتشار العدل والحق والحرية، لكننا نحتاج الى الاستعداد للعمل والفداء والتضحية في ساحة الصراع والمواجهة، كما أننا نحتاج أن نستحضر أننا أمة تنتمي الى دينٍ عصيٍ على الرضوخ والاستسلام، ويرفض الذل والهزيمة، ويملك رسالةً توحيدية وايمانية كفيلة باستنهاضنا نحو قمم العزة والسيادة والصدارة، فهذه المفردات ليس لها أية حضور في قاموس ديننا النهضوي والروحي والعقائدي".

وفي الختام أكد الشيخ أن التدين الحقيقي لايقتصر على القضايا الطقسية فقط، بل يحمل ثقافة التغيير والحركة والتطلع نحو الغايات الكبيرة والمشرقة، ويعيش روحية الجهاد والبناء والشهادة في سبيل القيم العليا والمبادئ الكبرى.

أضيف بتاريخ :2022/03/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد