إقليمية

إحياء ذكرى أربعين شهداء مجزرة شعبان الكبرى

 

نظّم مركز “الإمام الخميني”ليلة أمس الثلاثاء، 14 أبريل/ نيسان 2022، حفل تأبيني بمناسة مرور أربعين يوماً على المجزرة التي ارتكبها النظام السّعودي بحق 41 شخصاً من القطيف والأحساء، وحضر الحفل السيد حمزة الشاخوري والدكتور جواد عبد الوهاب والدكتور راشد الراشد.

افتُتح الحفل التأبيني بكلمة ألقاها الإعلامي البحريني جواد عبد الوهّاب أن الشهداء مضوا وأدلوا بشهادتهم التي سجّلوها بالدم في دفتر التاريخ، وبقي علينا أن نقوم بدورنا تجاه هذه التضحية التي قدّموها. 

وبدوره عضو “لقاء المعارضة في الجزيرة العربيّة”، السيّد حمزة الشاخوري، بيّن عدّة أمور في أعقاب الجريمة التي ارتكبها النظام السعودي.

الأمر الأول هو معنويات أهالي الشهداء والمواقف القويّة التي أبدوها، رغم أنه ليس هناك حريّة تسمح بإبراز هذه المواقف على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، ولكن مَن تتبّع وتواصل رصد الكثير من مواقف أهالي الشهداء، فقد بدا واضحاً أن الجريمة لم تكسرهم رغم وحشيتها ودمويّتها. 

وأورد، أن تفقد منطقة واحدة من دون سابق إنذار 41 شاباً في عمر الزهور لم يكن بالأمر الهيّن، إلا أن المعنويات لم تنهار والعزائم لم تتخبّط، فقد أبدى الكثير من أهالي المنطقة تضامناً مع قضيّة الشّهداء رغم سعي النظام لمنع العزاء. 

وتابع هناك مواقف مشرّفة نقف لها إجلالاً واحتراماً ونشدّ على أيدي الأخوة الذين قدّموا أثماناً أيضاً، إذ ثمّة حالات من الاعتقالات شهدتها منطقة القطيف والأحساء في أعقاب الجريمة بناءً على بعض ما خطّه أبناء المنطقة من رسائل التضامن في مواقع التواصل، بحسب الشاخوري.

وفي كلمة إلى أهالي الشهداء والمنطقة عموماً، قال الشاخوري: “مهما عظم مصابكم، أنتم تلامذة مدرسة كربلاء، التي تتّسم بالصبر والتضحية والفداء، وشعارنا وإياكم هيهات منّا الذلّة”. 

من جانبه، استهلّ المعارض البحريني د. راشد الراشد كلامه بقول الله تعالى: “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين”. وأضاف، نجتمع في هذه الليلة المباركة لنستذكر فاجعة آلمتنا، فقد كانت شديدة التوحّش في عالم يفترض أنه يدّعي التمدّن ورقي القيم الأخلاقيّة، وإذ نستيقظ صباحاً ومن غير مقدّمات، تُطالعنا وكالات الأنباء بأن النظام السعودي لديه هذه الجرأة ليحزّ رؤوس أكثر من أربعين شخصاً في يوم واحد من دون أن يسمع العالم أي مقدّمة للجرائم التي ارتُكبت.

والأزمة الأخلاقيّة ظهرت أيضاً وفق الكاتب في المجتمع الدولي الذي نعايشه اليوم، إذ لا يحرّك ساكناً ولا ينبس ببنت شفة. هذه المجزرة الأخلاقيّة تتكرّر بين الحين والآخر، وبهذه الطريقة الفجّة من التوحّش نستيقظ جميعنا لنشاهد تنفيذ أحكام إعدامات بالجملة، من دون أن يكون لها أي مبرّر أخلاقي. 

وختم الراشد قائلاً: “نقف لنقول كلمة ونحن نترحّم على شهدائنا في هذه المجزرة، ونرفع الصوت بما يمليه علينا ضميرنا وإنسانيتنا، بأننا نستحق حياة أفضل من تلك التي نحياها في ظل هيمنة مجتمع دولي فاقد لأخلاقيّاته الحضاريّة والإنسانيّة، ونقول للأنظمة الدكتاتوريّة، رغم هذه الأساليب الترهيبية لتركيعنا، هناك إرادة لله جبار السموات والأرض، وأن دماء الشهداء سترسل لهم رسائل في كل لحظة لتكشفهم أمام ضعفهم وزيفهم”. 

الجدير بالذكر أن السلطات السعودية أقدمت يوم السبت 12 مارس/ آذار 2022 على إعدام 81 مواطناً ومقيماً، بينهم 41 شهيداً من القطيف، بالإضافة إلى يمنييّن وسوريين، بزعم تورّطهم في “قضايا إرهابيّة”، وهي التّهمة التي توجّهها السلطات للنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان في البلاد لتبرير الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحقهم.

أضيف بتاريخ :2022/04/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد