"القدس هي المحور".. كلمة الشیخ جاسم المحمد علي في يوم القدس العالمي
أحييت الدولُ الاسلامية يومَ القدسِ العالمي بمسيراتٍ منددة بالكيان الاسرائيلي الغاصبِ للقدس وتحتَ شعار "القدس هي المحور".
وجاء في كلمة ألقاها سماحة الشيخ جاسم المحمد علي، في حفل بمناسبة يوم القدس العالمي: "في هذه المناسبة المهمة والمتجددة والتي دعى إليها الإمام الخميني الأمة الإسلامية كافة إلى أحيائها، بهدف الحفاظ على حياة القضية في وجدان الشعوب وبهدف إبقاء الشعور بالمسؤولية تجاه هذه القضية فاعلاً في حركة الأمة، إلى جانب تنمية الوعي حول طبيعة الصراع الكبير مع العدو الصهيوني والإستكباري وامتداداتهما وما يشكله من خطورة تهدد الأمة في كل أبعادها الحيوية".
وأضاف: "هذا اليوم هو يومٌ نؤدي به واجباً من الواجبات الدينية والسياسية الملقات على عاتقنا، في هذه الوقفة المختصرة عندما نتأمل عميقاً في فلسفة هذا اليوم وصولاً إلى التحديات الراهنة ستتبدى لنا دلالات واسعة وأولها فلسفة اختيار هذا اليوم وأبعاده الهادفة، حيث أن هذا اليوم يعد أفضل أيام هذا الشهر الفضيل وهو بمثابة إشارة بأن كل الناتج الإيماني والروحي والجهادي الذي تم تجميعة خلال هذا الشهر يجب أن يخرج من احتكار البعد الفردي والشخصي له ليتمركز حول قضية الأمة الأساسية وهي القدس وفلسطين".
وتابع: "وأما الدلالة الثانية فهي أن يوم القدس هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين ومن الواضح اليوم أن المواجهة اليوم ليس محصور بأرض حددة لأن جوهر الصراع أعمق وأوسع وهو أن القوى الطاغوت تتهدد الأمة بكل أبعادها وجوانبها بدءً من الإنسان من شخصيته وانتهاءً بأرضة ومقدساتها، وبهذه السيطرة الكاملة ستغدو السيطرة على المساحة الجغرافية جزء من عملية الاحتلال وليس كلها، وإن العملية الأخطر في هذه الاحتلال هي السيطرة على الإنسان، فاليوم إن الإنسان هو المسلوب بإرادته وروحيته وشخصيته".
وقال الشيخ جاسم: "إن الأنظمة الاستكبارية تسعى للسيطرة على الإنسان والقرآن أول ما يقدم للإنسان هو أنه يريده أن يحرره بإراته وشخصيته وانتهاء بتحرير أرضه، وهذا هو عمق هدف الرسالة الإلهية للإنسان في ساحة الأخلاق والفكر والاستماع والسياسة، وإذا نظرنا للصراع من هذه الزواية سندرك أهمية هذا الصراع وقيمته ودورنا فيه، والذي يتجلى في حفاظنا على توحيدنا لله، ورفضنا لشتى أشكال العبودية، ويوم القدس هو يوم تحرير إرداة المستضعفين وبث الأمل بهم بالنصر".
وأضاف: " والدلالة الأخيرة قضية الأمة ومنطق الجهاد، فمن الواضح أن هنالك عوامل عديدة ساهمت في تجميد منطق المقاومة في مناطق عديد في وقت تعيش به الأمة وقت صعب وصراع دموي حاد، وهذه العومل متعددة من أبرزها ضغط مصير حركة التحرير بواقع الأنظمة العربية الفاسدة بدلأ من فرض الحق، والأمر الآخر تسلل العناصر الضعيفة لبعض المنظات والحركات إلى المراكز الدولية الحساسة، والعامل الثالث سيادة المبادئ البروغماتية التي تسمح عادة بتجاوز القيم والثوابت في دوائر صناعة القرار تحت عنوانين براقة مثل الحكمة والواقعية، ومن الطبيعي أن هذه العوامل متى ما توافرت في أي ساحة من الساحات فإنها ستحقق حالة الوهن والهزم".
وتابع: "في الوقت الراهن نرى أن يوم القدس في ظل هذه الظروف يزداد أهمية نظراً للمستجدات المتلاحقة ومن أبرزها عملية التطبيع بين أكلة النفط الخليجي والعدو الصهيوني، ومن الواضح أن من يطالع هذه المشروع وأبعاده يرى أن من الواضح أن هنالك نظاماً ذيليلًا تابعاً أمريكياً هو من قام بهذا المشروع، وهذا النظام هو النظام السعودي البائس، وهذا الدور الذي يقوم به محمد بن سلمان لم يقتصر به على تسويق هذا المشروع بل قام بصناعة التنظيرات العقائدية والدينية من أجل تسطيح وعي الأمة، وهو ليس عبئاً بل لأنه يدرك أن الأنظمة إما تحييها الشعوب أو الدعم الخارجي، وهو يدرك أن شعبه لن يحمييه ولأجل ذلك ذهب لإعادة تشكيل التحالفات الإقيليمية في المنطقة ويكون التطبيع مع الكيان هو المحور الرئيس".
وفي الختام قال الشيخ جاسم: ما يجب أن يعرفه محمد بن سلمان أن التاريخ وسننه لا يحمي المغفلين كما أنه لم يعرف مستوى محور المقاومة ومحور تواجده الفاعل في المنطقة، ومستوى تبني هذا المحور لقضية الأمة فهو تبني عقائدي تواجدي، وهذا المحور الذي يمتلك هذا التواجد العريض في الأمة والذي قدم العديد من الشهداء لأجل شرف الامة ولأجل حريتها هو لا زال حاضراً وهو أقوى حضوراً وأوسع امتداداً ومستعداً لتقديم الآلاف من الشهداء، ويؤكد أن الخيار الوحيد لتحرير الأمة هو المقاومة والمواجهة.
أضيف بتاريخ :2022/05/01