احتفال بمناسبة "يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني" في بيروت
أحيا تجمع العلماء المسلمين في لبنان اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني باحتفال حضره ممثل سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد مجتبى أماني، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد وممثلون عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية.
وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فلسطين ليست وحدها، فمعها محور المقاومة وشعوب العالمين العربي والإسلامي، وأحرار المقاومة ومعها أيقونة الدعم المقاوم الجمهورية الإسلامية الإيرانية. إيران التي قلبت المعادلة، إيران التي غيرت الاتجاه. كانت المنطقة باتجاه اتفاقات كامب ديفيد، وكانت المنطقة باتجاه التنازلات المختلفة، وكانت دول المنطقة تضغط على الفلسطينيين من أجل منعهم من مقاومة المحتل. في هذا المنعطف انتصر الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة بإقامة الجمهورية الإسلامية المباركة في إيران في شباط سنة 1979، وأول عمل لمصلحة فلسطين كان إقامة سفارة فلسطين بدل سفارة الكيان الإسرائيلي، ومنذ ذاك الوقت تتالى الدعم وتأصل وازداد.
أضاف: إيران أعلنت الدعم المفتوح للمقاومة عسكريا وتدريبا وتجهيزا وأعلنت جيش العشرين مليون من خلال قوة القدس التابعة لحرس الثورة الإسلامية المباركة في إيران، كل ذلك من أجل فلسطين. لقد دعمت إيران وهي لا تريد شيئا، إنها قناعتها قناعة الإيمان والحق ونصرة المستضعفين والمقدسات. أما حزب الله فقد قاوم المحتل الإسرائيلي كواجب ديني وأخلاقي ووطني وقومي، ولم تكن عطاءات الشهداء والتضحيات خسارة له بل هي ربح خالص، هي ربح للعزة والكرامة وتحرير الأرض والقوة والمعنويات ومساندة فلسطين.
وتابع: من يعتبر أن المقاومة هي جزء من توظيف سياسي لدولة أو جهة فهو مخطئ، فنحن نواجه عدوا احتل فلسطين وأجزاء من لبنان وسوريا ومصر والأردن، وعينه على المساحة ما بين الفرات والنيل، من أرض وخيرات ومستقبل. هذا العدو وصل إلى العاصمة بيروت ولم يخرج إلا بالمقاومة، هذا العدو زرع في منطقتنا لمصادرة مستقبل أجيالنا، وخياراتنا وثقافتنا في المنطقة. زرع لحرماننا من الاستقلال والكرامة والتنمية. العدو الإسرائيلي ليس عدوا للفلسطينيين فقط، هو عدو للعرب وللمسلمين وللأحرار وللإنسانية، هو يعبث فسادا على مستوى المنطقة والعالم.
وأردف: هذه المقاومة في لبنان قويت بالتضحيات والشهداء، وانتصاراتها كانت خيرا صافيا للبنان وأجياله وكل المنطقة، هذا هو سجل مقاومة حزب الله. حرر حزب الله الجنوب اللبناني من "إسرائيل" المعتدية، حرر حزب الله الشرق من أدوات التكفير الإسرائيلية التي كانت تريد أن تعبث من الجهة الأخرى، واستطاع أن يحمي لبنان بتوازن الردع من الاعتداءات اليومية والاغتيالات والتوسع بالاحتلال. هذه المقاومة ستبقى قوية وستزداد قوة وتسليحا، وستكون دائمة الجهوزية وهي لا تخشى التهديدات فضلا عن المواقف السياسية الفارغة. فليعلم من يريد أن يعلم، أن هذه المقاومة هي قدر حقيقي للبنان، ولبنان لا قدرة له على الحياة من دون ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.
بدوره، قال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا: لقد أدرك أعداء أمتنا أن نقطة الضعف التي يمكن أن يخترقوا بها جسد هذه الأمة هو بث الفرقة وتمزيق هذا الجسد من خلال التقسيم والتفتيت والتجزئة، لذلك عملوا من خلال سايكس بيكو وغيرها، من أجل تفتيت هذه الأمة وتمزيقها حتى يستطيع الاستكبار العالمي الهيمنة على مقدراتها وثرواتها. وأدرك الإمام الخميني رحمه الله، أن أساس الانتصار على هذا الاستكبار هو وحدة الأمة، فبنى المدماك الأول لهذه الوحدة في انتصار الثورة الإسلامية في إيران وبناء الجمهورية، وبناء هذا الفكر الوحدوي على مساحة هذه الأمة، وأدرك الجميع أن فلسطين هي عنوان هذه الوحدة، وأن إزالة الاحتلال والانتصار على أعداء أمتنا يكون باقتلاعهم واجتثاثهم من منطقتنا بتحرير فلسطين.
أضاف: إيران الثورة إيران رأس محور المقاومة اليوم تستهدف ومنذ انتصارها استهدفت وستبقى مستهدفة حتى التخلص من أعداء أمتنا ومن قادة هؤلاء الأعداء ومن تحرير هذه المنطقة وهذا العالم من الغدة السرطانية الموجودة في جسد هذه الأمة، مهددة لأنها رفعت لواء فلسطين، ولأنها تبنت قضية فلسطين، ولأنها تدعم حركات المقاومة عموماً، ولا سيما حركات المقاومة الفلسطينية. في هذا المحور سوريا استهدفت، العراق مستهدف، اليمن استهدفت، لأن العدو يدرك أن الشعب اليمني جاهز للزحف نحو فلسطين إذا ما تم إعلان الجهاد من أجل تحرير فلسطين. لبنان المقاومة في لبنان استهدفت وهي مستهدفة، ولكن أثبتت وتثبت دائماً أنها عصية على الاستهداف وأنها صامدة بوجه كل المؤامرات ومهما فعل الأعداء لن يستطيعوا كسر شوكتها وكذلك المقاومة في فلسطين، فهي محاصرة ومستهدفة في غزة، في الضفة، في القدس، في كل مكان على الجغرافيا الفلسطينية يريدون تغيير هوية فلسطين ولكن خسئوا ولن يستطيعوا ذلك طالما هناك أسود ترعد وتزمجر بوجه هؤلاء الأعداء، طالما هناك أبطال في جنين ونابلس والقدس والخليل وطولكرم وكل القرى والمدن الفلسطينية المحتلة.
وتابع: هناك رسالة مهمة نرسلها اليوم من هذا الصرح الوحدوي إلى كل الأمة، أن لا تسمحوا للأعداء بأن يخترقوا جسد هذه الأمة عبر تفتيتكم وتفتيتنا وإشغالها باختلافات مذهبية واجتهادات لا يمكن لها إلا أن تضر بمصلحة وأهداف أمتنا ومشروعها الكبير وهو تحرير فلسطين، وقيامة الإسلام العادل، وإقامة العدل في كل هذا العالم الظالم الذي تآمر على فلسطين.
أضيف بتاريخ :2022/12/13