السيد نصر الله: هذا شرطنا لوقف الحرب ضد "إسرائيل" بجبهة الشمال
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن العمليات ضد جيش الاحتلال تشغله في الشمال (فلسطين المحتلة) وعملياً هناك ألف ضابط وجندي إسرائيلي مجبرون على البقاء هناك، معتبراً ان جبهة الإسناد اللبنانية هدفها استنزاف العدو وتفويت الفرصة عليه لحسم المعركة في غزة.
وفي كلمة له يوم أمس الأربعاء خلال الاحتفال التأبيني للقائد الجهادي الشهيد محمد نعمة ناصر (أبو نعمة)، قال السيد نصر الله: "إن وقف الحرب في غزة هو السبيل الوحيد لوقف الحرب في الجبهة الشمالية، وقد أشغلنا جزءاً كبيراً من قوات العدو وأبعدناه عن المعركة في غزة وأكدنا أن الشمال مرتبط بغزة"، لافتاً أن الاحتلال يخفي إصاباته في شمال "إسرائيل" وهذه الجبهة ماضية في تحقيق هدفها.
وأكد نصرالله أن الاستنزاف في غزة وفي شمال كيان الاحتلال يؤدي إلى أزمة اجتماعية لدى العدو يحتاج معها إلى مزيد من الجنود، قائلاً: الأطراف الدولية أصبحت تدرك أن وقف إطلاق النار في شمال كيان الاحتلال مرتبط بوقف العدوان في قطاع غزة.
وقال" نحن أمام جيل جديد من قادة الاحتلال النرجسيين المستعدين للتضحية بكل شيء في سبيل بقائهم في السلطة".
وأكد الأمين العام لحزب الله أن "جبهة جنوب لبنان تؤتي ثمارها جراء ما تلحقه بالعدو الاسرائيلي من خسائر عسكرية واقتصادية وامنية واجتماعية"، لافتاً إلى أن "الجميع في العالم بات يعرف أن وقف العمليات في شمال الكيان يتطلب وقف العدوان على غزة، وما ترضى به حركة حماس نرضى به جميعاً فيما يتعلق بالمفاوضات حول وقع العدوان الصهيوني على قطاع غزة"، ونوه بشجاعة وصمود المقاومة الفلسطينية وقياداتها السياسية التي تتعرض لضغوط كبيرة ومع ذلك لا تفرط بالحقوق.
كما أشار السيد نصر الله إلى أن "العدو غير القادر على انهاء العمليات في رفح وتحقيق اي مكاسب، هل بإمكانه اجتياح جنوب نهر الليطاني؟"، وتابع "من الواضح نزول سقف الادلة الصهيونية بمواجهة لبنان، ونحن منذ 10 أشهر نقوم بعلميات ونضرب المواقع والمستعمرات والعمق والجولان والشمال وكل المنطقة مهددة، هل نسمع من العدو لغة القضاء على حزب الله؟"، مؤكداً أنه "إذا أصر نتنياهو على هذه الحرب فقد أخذه كيانه إلى نهايته".
وعن المناسبة واستشهاد الشهيد ابو نعمة وسيرته الجهادية، قال السيد نصر الله "نعبر عن تبريكنا وتعزيتنا لمن نقيم له هذا الحفل، نبارك لعوائل الشهداء لنيل احبتهم هذه درجة الشهادة والعاقبة الحسنة، ونعزيهم بفقد الأحبة"، وتابع "في ذكرى الشهيدين العزيزين الحاج محمد نعمة ناصر ومحمد خشاب، لعائلاتيهما الشريفتين نعبر عن تبريكنا ومواساتنا"، وتابع "هذا ما كان يتطلع اليه هؤلاء الاخوة والقادة"، ولفت إلى أن "هؤلاء الشهداء وشهداء طوفان الاقصى من أعلى مصاديق القتل في سبيل الله لأنهم يقاتلون في معركة الحق الجلي الواضح الذي لا شبهة فيه ولا غبار عليه".
وأوضح السيد نصر الله أن "الشهيد ابو نعمة بدأ في البدايات مقاتلاً مجاهداً ومن ثم وقع في الأسر ومن ثم أصيب في الميادين وصولاً لأن أصبح قائداً ومن ثم شهيداً"، وتابع "كان منذ بداية التحاقه بالمقاومة في الخطوط الامامية بمواجهة العدو الاسرائيلي، وشارك في معركة تموز 1993 ومعركة نيسان 1996 وحتى العام 2000 ومشاركته بالعمليات، وتولى مسؤولية القوة الخاصة في وحدة نصر وشارك في حرب تموز 2006 وكان تحت النار ومن ثم ذهب للقتال بسوريا بمواجهة داعش ومن ثم انتقل الى العراق لمواجهة الارهاب التكفيري بناء لفتوى المرجعية الدينية".
وعن العدوان على غزة وجبهة الاسناد في جنوب لبنان، قال السيد نصر الله "اليوم هناك أصوات كثيرة في العالم، خارج الكيان او داخله، تعرف ان وقف العمليات في شمال الكيان يتطلب وقف العدوان على غزة، في خارج الكيان الجميع يعرف أانه إذا اردتم إيقاف العمليات في الجنوب عليكم وقف العدوان على غزة، وهذا ما باتوا يتكلمون به مع العدو".
وأوضح أن "العمليات في الجنوب باتت تحجز أعداداً كبيرة من عناصر جيش العدو المنتشرة من البحر إلى الجليل خوفا سواء من اقتحام الجليل أو دخول مجموعات صغيرة بين المناطق"، مؤكداً أن "كل هذه العمليات تزيد من استنزاف العدو الذي بات يصرخ من نقص العديد في الجيس ما يعمق المأزق داخل المجتمع الاسرائيلي".
وقال السيد نصر الله إنه "إذا حصل اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، جبهتنا ستوقف إطلاق النار بلا أي نقاش لأنها جبهة إسناد وهذا لا يحتاج إلى سؤال"، وتابع "إذا ما حصل اتفاق وبقية الأمور مستمرة أو ذهبت إلى أشكال أخرى سنتكلم حينها"، وأضاف "سمعنا كلام من غالانت أنه ليس بالضرورة أن تقف في جنوب لبنان إذا وقفت في غزة، وهنا نقول أنه من باب أولى إذا فتحنا الجبهة إسناداً لغزة أن نفتحها دفاعاً عن لبنان وجنوبه وأهلنا وناسنا، وإن كان هذا الأمر مستبعد أن يوقف العدو العدوان في غزة ويواصل في جنوب لبنان ولكن يجب أن نبقى حذرين وعلى جهوزيتنا لأسوأ الاحتمالات وإن كنا نتطلع لكل الإيجابيات".
وعن الانتخابات الرئاسية الإيرانية، قال السيد نصر الله "لا يفوتني أن أبارك لشعب وقيادة الجمهورية الإسلامية وللقائد الإمام الخامنئي إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية على دورتين وما رافقها من مناظرات بين المرشحين ومن ثم انتخاب الرئيس مسعود بزشكيان"، وتابع "أود أن أشكره على شكره على برقيتي بما فيها خاصة من موقف سياسي بان الجمهورية الإسلامية في أساسيات فكرها، كما أسسها الإمام الخميني وواصلت مع الامام الخامنئي، نصرة المستضعفين وفلسطين والمقاومة من أساسيتها".
أضيف بتاريخ :2024/07/11