نتنياهو يتوعد بهزم ’إرهاب السكاكين’.. وعمليات طعن جديدة في القدس ردا على اعتداءات الاحتلال
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن ما سمّاه "إرهاب السكاكين" لن يهزم إسرائيل، وذلك تعليقا على عمليات طعن ينفذها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين في القدس ردا على ممارسات القتل والاعتقال التي يواصلها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
وقال نتانياهو، في افتتاح الدورة الشتوية للبرلمان الإسرائيلي، إن "إرهاب السكاكين لن يهزمنا"، داعيا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى وقف "التحريض على الكراهية" في الجانب الفلسطيني و"التنديد بالهجمات التي تستهدف الإسرائيليين".
في المقابل، أكد أمين سر "منظمة التحرير الفلسطينية" صائب عريقات لـ"فرانس برس"، بعد خطاب نتانياهو، أن "سياسة الاعدامات والجرائم والاستيطان وبناء الجدران لحكومة نتنياهو هي التي تؤسس للعنف والتطرف وإراقة الدماء"، مشددا على أن "هذه الجرائم تتم بقرار من حكومة نتنياهو ولن تؤسس للأمن ولا للسلام"، معتبرا أن خطاب نتنياهو "محاولة لقلب الحقائق ومليء بالكذب وتزوير الحقائق".
ومساء الإثنين "12 أكتوبر 2015 م"، قام فلسطيني بطعن جندي إسرائيلي بسكين على متن حافلة في القدس ما أسفر عن إصابته بجروح طفيفة واستشهاد المهاجم على يد عناصر شرطة الاحتلال. وقام فتيان فلسطينيان بطعن إسرائيليين اثنين في مستوطنة بسغات زئيف في القدس الشرقية المحتلة، فيما استشهد أحد الفلسطينيَّيْن (17 عاما) وأصيب الآخر بالرصاص.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر فيه طفل فلسطيني ينزف وهو على الأرض ويبكي بينما يصرخ عليه أحد المارة الإسرائيليين ويشتمه بألفاظ بذيئة ويطلب له الموت.
إلى ذلك، قالت شرطة الاحتلال إن فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 16 عاما طعنت شرطيا من حرس الحدود الإسرائيلي بسكين قرب مقر الشرطة في القدس، بينما تمكن الشرطي من إطلاق النار عليها.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري، في بيان، إن شرطيا "لاحظ الشابة وشك في أمرها وطلب منها التوقف إلا أنها واصلت السير وتجاهلته"، مشيرة إلى أن الشرطي بعد أن لحق بالشابة "استدارت نحوه مع سكين وطعنته"، مؤكدة أن الشرطي "تمكن من إطلاق النار عليها". وأكدت سمري أن الفتاة نقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد إصابتها بينما أصيب الشرطي بجروح طفيفة.
وصباح الإثنين، قتل شاب فلسطيني برصاص شرطة الاحتلال بعد أن طعن أحد عناصرها بسكين عند نقطة تفتيش قرب باب الأسباط في القدس، لكنه قتل برصاص شرطيين آخرين كانا في المكان نفسه، بينما لم يصب الشرطي بأذى لأنه كان يرتدي سترة واقية، حسبما جاء في بيان للشرطة.
وذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية إن الشاب يدعى مصطفى الخطيب (18 عاما) من القدس الشرقية المحتلة، فيما أكدت "فرانس برس" أن جثة الشاب الفلسطيني كانت مغطاة بالدماء في المكان ذاته.
وتأتي عمليات الطعن هذه ردا على الاعتداءات التي تنفذها قوات الاحتلال، حيث قتلت مساء الأحد "11 أكتوبر 2015 م" الفتى الفلسطيني أحمد شراكة (13 عاما) قرب رام الله وأصابت 20 آخرين بجروح، وفق مصدر في وزارة الصحة الفلسطينية.
وفي اليوم نفسه، تجمع مئات من الفلسطينيين بينهم أطفال للمشاركة في تشييع جثمان شراكة الذي لف بالعلم الفلسطيني والورود قبل تشييعه في المسجد في مخيم الجلزون قرب رام الله. بينما تجمع زملاء أحمد في المدرسة وأصدقاءه للمشاركة في تشييع جثمانه.
كما قام فلسطيني يحمل الجنسية الإسرائيلية عمره 20 عاما بدهس جنديين من الاحتلال اثنين بسيارة وطعن بعدها مدنيين إسرائيليين بعد أن غادر سيارته قرب كيبوتز جان شمويل، الأحد، وفق بيان للشرطة التي قالت إنها اعتقلت الفلسطيني.
في عضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها أقنعت موقع "يوتيوب" بإزالة أشرطة فيديو فلسطينية "تحرض على القتل". وانتشرت على الموقع تسجيلات لفلسطينيين يقومون بطعن إسرائيليين أو يدعون إلى ذلك أو يرشقون جنودا بالحجارة منذ الاعتداءات الإسرائيلية بداية "اكتوبر 2015 م".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نحشون لـ"فرانس برس" إن إسرائيل أرسلت رسالة إلى الفرع الإسرائيلي من شركة "غوغل" التي تملك "يوتيوب" تقول فيها إن "هذه الأشرطة تظهر الهجمات الإرهابية وتبرر لمنفذيها وتقدم اليهود والإسرائيليين بطريقة عنصرية ومليئة بالكراهية".
من ناحيتها، اتهمت "مؤسسة الحق" الحقوقية الفلسطينية إسرائيل بانتهاك القانون الدولي عبر عمليات القتل التي تنفذها بحق الفلسطينيين المشتبه في أنهم نفذوا عمليات طعن داخل الأراضي المحتلة.
وقال مدير المؤسسة شعوان جبارين إن الشرطة الإسرائيلية "تطلق الرصاص على المشتبه فيهم أو الذين يحملون السكاكين بهدف القتل وليس بهدف السيطرة عليهم"، مؤكدا أن "القانون الدولي ينص على أنه لا يمكن استخدام القوة القاتلة إلا حين يوجد فيها خطر حقيقي على الحياة".
أضيف بتاريخ :2015/10/13