ظريف: لا دور لإيران في ’خلية العبدلي’ المشبوهة.. ونتطلع لتطوير الصداقة مع السعودية
وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاتهامات التي وجهت إلى بلاده في قضية "خلية العبدلي" بأنها "مشبوهة لأنها جاءت بعد الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1"، معتبراً أن "أمن الكويت من أمن إيران".
وأكد ظريف، في مقابلة مع صحيفة "الراي" الكويتية وعدد من الصحف العربية، ردا على سؤال عن "الدور الايراني في خلية العبدلي"، أكد "أننا أعلنا مراراً عدم تدخلنا في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة. وأمن الكويت هو من أمن إيران، والاتهامات التي وجهت إلينا في ضوء هذه القضية جاءت بعد الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1، وهو أمر مشبوه".
وقال: "نحن على بينة إزاء عمق العلاقات الإيرانية ـ الكويتية، وندرك جيدا ما لدى الكويت من دور ومواقف إيجابية، وخلال الحادث المؤسف الذي حصل للحجاج الإيرانيين في منى، أدت الحكومة الكويتية، ولا سيما سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، دورا كبيرا في هذا المجال"، مضيفا "يحدونا الأمل بأن تستمر العلاقات التاريخية الطيبة بين البلدين ومع سمو أمير الكويت، وأن نعمل على الارتقاء بها"، مشددا على أنه لدى إيران "الإرادة الراسخة لتطوير علاقاتنا الثنائية، ونعلم أن رئيس الجمهورية الإسلامية حسن روحاني وصاحب السمو الأحمد صباح الأحمد الصباح، يتطلعان إلى مستقبل أفضل للعلاقات بين الشعبين والبلدين".
وعن آفاق العلاقات بين طهران والرياض، أوضح ظريف "نحن بحاجة إلى المزيد من النشاط الإعلامي في الساحة العربية، فهناك تضليل للرأي العام ضدنا، وما يهمنا في هذا السياق هو الخطر الدائم الذي يهدد إيران والسعودية والعراق، ولا بد من التأكيد بأن أمن السعودية يعتبر مهما بالنسبة إلينا، ونتمنى على أصدقائنا في المملكة إدراك هذه الحقيقة".
وأضاف: "نحن نعتقد بأنه كلما أسرعنا في الالتقاء فإنه يمكن مواجهة الخطر، ونحن من جانبنا مستعدون لمد يد العون لكل الأشقاء والأصدقاء في مكافحة الإرهاب، وهذا ليس شعارا بل إنه يأتي في إطار المصلحة والأمن للجميع".
وفي شأن ترتيب قضايا المنطقة ضمن الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، قال الوزير الإيراني: "نحن أكدنا ونؤكد بأنه لم يحصل أي اتفاق بخصوص قضايا المنطقة مع مجموعة 5+1 ضمن الاتفاق النووي، ومع الأسف أن الكثيرين كانوا يعتقدون أن معالجة المسألة النووية سوف تمهد لنا الدخول مع الأميركيين في صفقة ضد جيراننا، في حين أنه ليس هنالك أي اتفاق سري مع مجموعة 5+1 حول قضايا المنطقة".
وعن أفق العلاقات الإيرانية ـ المصرية وإمكان عقد لقاءات بين الدول الإقليمية المؤثرة، ايران ومصر وتركيا لحل الأزمات في المنطقة، أجاب ظريف "نحن نحرص أشد الحرص على إقامة علاقات وطيدة وطيبة مع جميع الدول العربية، وإنني دبلوماسي ولدي أصدقاء من مصر، والمواقف بين البلدين بخصوص العديد من قضايا المنطقة متقاربة جدا"، لافتا إلى أن طهران "اقترحت حوار الحضارات، وهذه المبادرة لا تعتمد الغاء دور الآخرين، والحكومة السعودية تريد إلغاء دور إيران، وفي اجتماعات جنيف وباريس كان السعوديون يطالبون بعدم حضورنا".
وبخصوص تأثيرات الاتفاق النووي على قضايا المنطقة والرؤية الإيرانية للعمليات الروسية في سوريا، أوضح ظريف: "نحن نعتبر الاتفاق النووي نصرا للجميع في المنطقة. وفي ما يتعلق بروسيا، فإننا كنا نعتقد بأنه سيكون هنالك اتحاد وتنسيق حقيقي لدى بلدان العالم لمواجهة خطر "داعش" ومكافحة الإرهاب، إلا أن هذا الأمر لم يتحقق". وبالنسبة إلى سوريا، قال ظريف: "نحن أعلنا مرارا بأن الحل في هذا البلد أو في اليمن والبحرين وأية دولة أخرى هو سياسي. وفي هذا الإطار قدمنا اقتراحات تقوم على أسس احترام إرادة الشعوب وجمعها إلى طاولة الحوار، ونرى بأنه لا يمكن تسوية هذه الأزمات من خلال الخيار العسكري وفرض الشروط".
وعما إذا كانت التسوية المتحققة بين إيران وأميركا للملف النووي الإيراني ستنعكس إيجابا على الأزمتين السورية واليمنية، شدد وزير الخارجية الإيراني على أن أولى أولوياته هي تطوير العلاقات مع بلدان المنطقة، لافتا إلى أن الإمام السيد علي الخامنئي والرئيس حسن روحاني "لديهما هذه الرؤية نفسها وإنني أعرف وجهات نظر القائد الأعلى بشكل دقيق"، مشيرا إلى أن الاتفاق النووي "سيساعد في معالجة قضايا المنطقة"، مبينا أن "الأصدقاء في السعودية يعتبرون الاتفاق النووي خطرا عليهم، وهذا أمر مؤسف وأنا أشعر بالاستياء البالغ منه، وهذا الموقف في الحقيقة يتطابق مع موقف اسرائيل".
وأردف "بوسعنا إيقاف الحرب الدموية الخائبة في هذا البلد (اليمن) والتي استمرت سبعة أشهر وذلك من خلال بذل المساعي الجادة في هذا لشأن، إلا أن أصدقاءنا في السعودية رفضوا ذلك، وكذلك الأمر في سوريا، فنحن يجب أن نبحث عن الحلول السياسية وألا نركز على الأشخاص بل على الضمانات والأساليب والقوانين ومعالجة القضايا المهمة".
وردا على سؤال حول ما الذي تريده إيران من العرب، أجاب ظريف "نعتقد أن السعودية مستهدفة من "داعش" والارهاب، ونحن نتطلع لتطوير الصداقة والمودة مع أصدقائنا السعوديين، وأصدقاؤنا العرب الذين دعموا صدام خلال ثماني سنوات من حربه ضد إيران وقاموا بتجهيزه، يعرفون جيدا بأننا لم نطالبهم بشيء مقابل دعمهم لصدام في تلك الحرب، ولم نطالبهم بالمجيء لبناء الثقة معنا ولم نظلمهم حتى اليوم، والشعب الذي تعرض للظلم هو الشعب الإيراني، الذي قصف بالأسلحة الكيمياوية خلال ثماني سنوات". وتابع قائلا "أصدقاؤنا العرب هم الذين يذهبون إلى أميركا لعرقلة الاتفاق النووي، ونحن لم نكن مستعدين للحوار مع أميركا وكنا ندعو للحوار مع أصدقائنا العرب. وأنا اطمأنكم أنه كان بإمكاننا معالجة الأزمة النووية خلال أسبوعين".
وأضاف "نحن والعرب في المنطقة في سفينة واحدة، ولا توجد لدى إيران سفينة تخصها وسفينة أخرى تخصكم، نحن في سفينة واحدة وإذا أصابها شيء فإننا سنغرق معا، ولا أحد ينقذنا، وكلهم سيقفون على الشاطئ ويصفقون، وهذا الأمر يحتم علينا الالتقاء والنظر للمستقبل المشترك". ودعا ظريف "الأصدقاء العرب إلى النظر إلى هذا المبدأ وهو أن مستقبلنا واحد، وأن أدركوا ذلك واطمأنوا، فإن إيران إلى جانبهم وستساعدهم في الوصول إلى بر الأمان، وخلق منطقة آمنة ومستقرة. وإذا لم يدركوا هذا المبدأ فإننا سنبقى متمسكين بهذا الموقف".
وبشأن نجاح الدبلوماسية الإيرانية في إدارة ملف المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1، أعرب ظريف عن شكره "لدور سلطنة عُمان وخاصة السلطان قابوس بن سعيد باعتباره عمودا للاستقرار في المنطقة لما لعبه من دور مهم في مسار المفاوضات".
وأكد ظريف أنه "ليس من فائدة أو مصلحة لإيران في أن تخسر السعودية، ولا تتحقق مصلحة السعودية بخسارتنا، ولنا نحن والسعودية مصالح مشتركة ولدينا أيضا تحديات مشتركة وقواسم مشتركة، الدين والتاريخ والجغرافيا، فلماذا لا نتعاون؟"، فـ"إما أن نربح جميعا وإما أن نخسر جميعا، والخسارة ستؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح، ولقد آن الأوان لأن نفكر بالمصلحة الجماعية".
أضيف بتاريخ :2015/10/14