اصدرت منظمة "اليونيسيف" تقريرا كشفت فيه أن 3,6 ملايين من اطفال العراق معرضون لمخاطر الموت والاصابة والعنف الجنسي والاختطاف والتجنيد القسري في صفوف المجموعات المسلحة.
 
وكشف التقرير الذي صدر تحت عنوان "ثمن باهظ للاطفال" ان عدد الاطفال المعرضين لهذه المخاطر ارتفع في الاشهر الـ 18 الاخيرة بـ 1,3 ملايين طفل، وتظهر النتائج التي تمخض عنها التقرير ان 4,7 ملايين من هؤلاء الاطفال أي ثلث اطفال العراق باتوا بحاجة الى معونات انسانية فيما تواجه الأسر ظروفا حياتية متدهورة نتيجة العمليات العسكرية الجارية حول الفلوجة وقرب الموصل.

ويقول التقرير إن 1496 طفلا اختطفوا في العراق في الاشهر الـ 36 الاخيرة اي بمعدل 50 طفلا في الشهر الواحد حيث أجبر الكثيرون منهم على القتال او تعرضوا للاعتداء الجنسي.

قال بيتر هوكنز ممثل يونيسيف الاقليمي في العراق: "إن اطفال العراق وضعوا في خط النار، وهم يستهدفون بشكل متكرر وبلا رحمة" مناشدا جميع الاطراف كافة باحترام وحماية الاطفال  والمساعدة في منح الاطفال الدعم ليتماثلوا من اهوال الحروب ولكي يساهموا في بناء عراق يسوده الرخاء والسلام، وأضاف: "إن اختطاف الاطفال من بيوتهم ومدارسهم ومن الشوارع اصبح ظاهرة مخيفة، هؤلاء الاطفال يجري انتزاعهم من اسرهم ويتعرضون لابشع اشكال الاعتداء والاستغلال."

كما يكشف التقرير ان 10 بالمئة تقريبا من اطفال العراق - اي اكثر من 1,5 مليون طفل - قد اجبروا على الفرار من مساكنهم نتيجة العنف منذ بداية عام 2014 ولمرات متكررة في بعض الاحيان. وتسببت الحروب في اعطاب واحدة من كل 5 مدارس، مما ادى الى فقدان 3,5 ملايين طفل تقريبا لفرص التعليم.

وتطالب منظمة "اليونيسيف" باتخاذ الاجراءات الفورية الكفيلة بحماية حقوق الاطفال في العراق بوضع حد للقتل والتشويه والاختطاف والتعذيب والاحتجاز والعنف الجنسي ، والتوقف عن مهاجمة المدارس والمنشآت الطبية والعاملين فيها، وضمان ايصال المعونات الانسانية دون شروط وعوائق لكل ، بالإضافة إلى توسيع وتحسين التعليم للاطفال الذين لا يذهبون للمدارس من خلال توفير صفوف خاصة تمكنهم من اللحاق بزملائهم، وزيادة توفير فرص التعليم، وأيضا توفير برامج الصحة النفسية والترفيهية لمساعدة الاطفال على التماثل واعادة الارتباط بطفولتهم، وزيادة التمويل لأن الموارد تشح بسرعة مما يؤدي الى استقطاعات في الدعم الضروري للاطفال.

ويشار إلى أن "اليونيسيف" تسعى  للحصول على 100 مليون دولار امريكي لتمويل عملياتها في العراق في عام 2016.