الشيخ الحبيل يطالب بتسليم جثمان الشيخ النمر ويدعو الشباب لتجنب العنف وحمل السلاح
أكد الشيخ عبد الكريم الحبيل أن الشيخ نمر باقر النمر استشهد في سبيل الله والإصلاح، مشدداً على أن المحذور وقع وزاد الاحتقان الداخلي بعد إعدامه. وأكد الحبيل أن اعتراض زعماء دول ومنظمات حقوقية دولية والأمم المتحدة لم يكن على إعدام "شخصية إرهابية"، داعياً الشباب إلى "عدم السماح للغضب لقتل الشيخ بأن يجرهم إلى استعمال العنف أو حمل السلاح أو مس أي مرفق من المرافق الحكومية"، مطالباً السلطات بتسليم جثمان الشيخ النمر إلى ذويه للصلاة عليه ودفنه.
وقال الشيخ الحبيل، في خطبة يوم الجمعة "8 يناير 2016م"، إن الشيخ النمر "عالم دين إمام جماعة وجمعة مقدر محترم لدى جموع المؤمنين أيضاً، وكيل شرعي كانت تأتي إليه الأموال ويصرفها في جهاتها التي أمر الله سبحانه وتعالى بها"، مضيفاً أنه "لم تلوثه (للنمر) أية سمعة سوء ولم يقل فيه أحد كلمة سوء، سواء كان باستطاعته أن يعيش هذه الدنيا أو لم يكن باستطاعته".
ولفت الحبيل إلى أنه "إذا كان عبد الكريم الحبيل إمام جماعة ويصلي جمعة وعنده ناس وجماعة يعزوه ويكرموه وما شابه ذلك، هذه في الحياة الدنيا موجودة، ولكن حتى هذه التي هي للمؤمنين في دار الدنيا طلقها (النمر) لله وأراد الله سبحانه وتعالى".
وشدد على أن "الجود بالنفس أقصى غاية الجود"، مستشهداً بحديث رسول الله (ص): "فوق كل بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر"، مؤكداً أن من قتل في سبيل الله بره فوق بر إنسان غني بنى مساجد وبنى حسينيات وأعطى". وعلّق على من ينتقد الشيعة بالبكاء على القاسم ابن الإمام الحسن (ع) وعمره 14 عاماً، بالقول: "هناك علماء كبار وزعماء كبار وقادة كبار لكنهم لم يصلوا إلى ذلك البر الذي وصل إليه ذاك ابن 14 عاماً وإلى ذلك العطاء والبذل"، مشيراً إلى أن الشيخ السعيد النمر "جمع بين مداد العلماء ودماء الشهداء الذي جاء في الرواية: مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء".
وأردف الشيخ الحبيل أنه "أنت وأنا نموت وننسى ولكن ذلك الشهيد العظيم (النمر) سيبقى ذكره في الذاكرين، وافترض أنت أنه بقيت تذكر هنا في مساحة بلدك التي عشت فيها وناسك وجماعتك ولكن أين سيبقى ذكر ذلك الشهيد العظيم؟ في مساحة الدنيا كل الدنيا، وفي مساحة الزمن كل الزمن"، متسائلاً بالقول: "أين أولئك العظماء هل حجزتهم الأرض أو كورهم الزمان؟"، مجيباً "كانوا أكبر من الأرض كانوا أكبر من الأرض وأكبر من الزمان، ونالوا الكرامة من الله سبحانه وتعالى وكفى به من ذلك المقام".
وذكَّر الحبيل بشهادة الإمام الحسين (ع) بعد أصحابه والذي "خرّ صريعاً جريحاً وجاءوا له وقطعوا رأسه، ولهذا قتل صبراً، وهذا أشد القتل، ونالوا الكرامة عند الله سبحانه وتعالى فكانوا من المكرمين"، مشبهاً شهادة الشيخ النمر بـ"ذلك المؤمن الذي جاء من أقصى المدينة ينصح قومه يدعو قومه إلى الله يأمرهم باتباع المرسلين، فما كانت النتيحة إلا أن جاروا عليه وقتلوه ولكن الله سبحانه وتعالى أكرمه بالشهادة وبالكرامة الكبرى".
وأكد أنه "وقع المحذور وأهم ما كنا نخاف منه ونخشى ونحذّر منه أولاً الاحتقان الطائفي، إذ كان الشهيد رحمه الله عالماً من علماء الطائفة له مكانته وسمعته بين العلماء وكل فئات المجتمع كما كان له دوره البارز على المستوى الفكري والثقافي مما جعل كل مناطق الشيعة من كل مكان في العالم تنتفض غضباً وحزناً على إعدام سماحته"، مشيراً إلى أن "العلماء ومن أعلى المستويات مراجع تقليد علماء مجتهدين أساتذة ومفكرين بادروا منددين بإعدامه وخرجت المدن الشيعية في مسيرات ضخمة مستنكرة غاضبة، الأمر الذي ضاعف حالة الاحتقان أضعافاً مضاعفة، في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة فيه إلى التقارب والتآخي بين الطائفتين الكريمتين الشيعة والسنة".
وأشار إلى أن هذا التنديد الواسع "لم نره فيمن أعدم قبله أو معه أعدمت شخصيات كثيرة قبل سماحة الشيخ وفي أماكن كثيرة، وقتل الزرقاوي وقتل أسامة بن لادن وأعدم من أعدم شخصيات، وأعدم مع الشيخ مجموعة ولم يتحدث عنها العالم، والذين تحدثوا وشجبوا ليسوا شخصيات عادية رؤساء دول منظمات حقوقية على مستوى الأمين العام للأمم المتحدة وغيرهم"، قائلاً "أفكل أولئك من زعماء دول ومنظمات حقوقية دولية إلى مستوى الأمانة للأمم المتحدة يعترضوا على إعدام شخصية إرهابية؟".
ودعا الشباب إلى عدم السماح للغضب لقتل سماحة الشيخ (قده) بأن يجرهم إلى "استعمال العنف أو حمل السلاح أو مس أي مرفق من المرافق الحكومية العامة أو الخاصة بسوء، وألا يتعدى أحد منكم على أية مؤسسة من المؤسسات الخاصة وغيرها، وليتحلوا في اعتراضهم ومواصلة مطالبهم بالسلمية، وأرقى مظاهر المطالبة الحضارية التي باتباعها تحقق المطالب".
وشدد على أن "العظماء في التاريخ ورجال التغيير والإصلاح لم يحققوا مطالبهم إلا باتباع أرقى الأساليب الحضارية في التغيير والإصلاح، وذلك هو دأب الشيخ رحمة الله عليه وقدس الله نفسه الزكية، حتى أصبح رمزاً سياسياً حقوقياً للتغيير والإصلاح".
كما طالب الشيخ الحبيل السلطات بتسليم جثمان الشيخ النمر "فإن كرامة الإنسان بدفنه عند أهله وذويه، ولتجري عليه مراسم مذهبه، ونحن الحمد لله في بلد إسلامي ويحكم بالشرع"، مذكراً بتسليم حزب "البعث" العراقي العلماني ورئيسه الراحل صدام حسين لجثمان الشهيد المرجع الديني الكبير السيد محمد باقر الصدر "ليلاً إلى عمه السيد محمد الصدر رحمة الله عليه، وأجرى عليه مراسم التغسيل والتكفين، وصلى على الجثمان الطاهر ودفنه وباشر الدفن".
أضيف بتاريخ :2016/01/10