محلية

عام دراسي محرج يمر على المملكة

 

عام دراسي جديد مختلف يمر على المملكة هذا العام ،فبين الحرب الدائرة في الجنوب وتعليق الدراسة منذ
بداية الدراسة في أسبوعها الأول ، شملت حتى الآن 134 مدرسة بمنطقة جازان ، إلى عجز الدولة عن توفير بعض المناهج، وخاصة العلوم والرياضيات واللغة الانجليزية لمراحل مختلفة ،وتذمر أولياء الأمور وتساؤلهم عن هذا التأخير غير المبرر، وفي المقابل أستياء عام للكتب الدينية الحديثة لماتحمله من تكفير واتهام شريحة من المسلمين بالشرك .

الدولة التي تُنفق الملايين على الحروب وإشعال الفتن في مختلف مناطق العالم ، وتستخدم الأسلحة المحرمة دوليا على شعب فقير عجزت عن إركاعه، باتت اليوم عاجزة عن توفير وطباعة الكتب الدراسية ، رغم الوعود التي قطعتها وزارة التعليم منذ أشهر ببداية عام دراسي مكتمل ودراسة منتظمة، وتأكيدها على توفير كافة احتياجات المدارس من مقررات دراسية بجميع مناهجها، إلا أن تلك الوعود تلاشت وذهبت أدراج الرياح، في ظل مرور أربعة عشر يوماً على عودة المعلمين، وأسبوعاً كاملاً على عودة الطلاب وبداية الدراسة.

حيث وجهت إدارة التعليم رسائل لمكاتب التعليم، بتكليف مديري المدارس بطباعة الوحدة الأولى من المناهج لطلاب المستوى الثالث في النظام الفصلي في التعليم الثانوي لمادتي العلوم والرياضيات من إيرادات المقصف، إضافة إلى مادتي العلوم والرياضيات للصف الثالث الابتدائي الفصل الدراسي الاول، مما سيكلف المدرسة التزامات مالية، في ظل عدم جاهزية المقاصف المدرسية التي خرج منها المتعهد السابق دون توفير بديل.

هذا التوجيه قابله الأهالي بتذمر شديد ،حيث طلبت بعض المدارس إلزام الأهالي طبع أو شراء كتب أبنائهم ،بسبب عجز ميزانية المدرسة طبع أكثر من ٩٩ من الميزانية المخصصة لها ، لأمر الذي اضطر بعض الأهالي شرح حالتهم المادية ،وتسأولهم كتاب واحد يُطبع بعشرين ريالا ،فكيف إذا كان أكثر من كتاب وأكثر من طفل واحد لدى العائلة ،وراتب لا يتجاوز ٣٠٠٠آلالاف .

وفي مقابل العجز عن توفير الكتب العلمية ،توفرت الكتب الدينية دون نقص يذكر ، إلا أن التكفير توفرها معها بما احتوته من أفكار تتهم كل من يتوسل بأئمة المسلمين ويزور أضرحتهم فهو مشرك ، الأمر الذي رفضه الأهالي ، فقترح بعضهم إعادة الكتب إلى المدرسة ورفض استلامها ، أو مقاطعة حصص الدين حتى تعديل المناهج .

وازدادت مطالبة الأهالي في المنطقة الشرقية عامة وفي القطيف خاصة بتغيير المناهج الدراسية أو إصلاحها بما يتناسب مع عقائد المسلمين عامة ، بعد عدة عمليات إرهابية نظمها تنظيم "داعش الإرهابي " في الدالوه في الأحساء ، ومسجد الإمام علي بالقديح في القطيف ، ومسجد الإمام الحسين في العنود بالدمام ، ويتهم الأهالي مناهج التكفير السبب وراء انتشار الفكر التكفيري و وسائل الإعلام بالإضافة إلى المنابر .

و أمنيات تأجيل الدراسة فما زال البعض يرددها ، الحرب الدائرة في اليمن، عدم استعداد المدارس وتهيأتها في هذا الجو الحار جدا ، ونقص في توفير الكتب الدراسية ، كلها أسباب كفيلة بالتمني .

أما العقل البشري فمجبور على التصديق بأن الدولة التي تنفق المليارات في الخارج ، هي عاجزة عن تجهيز مدارسها في الداخل وتوفير المناهج .

أضيف بتاريخ :2015/08/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد