عاد الإرهاب مجددا ليضرب الأحساء في المنطقة الشرقية. هذه المرة كان الموعد مع حي المحاسن، ليستشهد على إثر العملية الإرهابية أربعة أشخاص ويسقط عدد من الجرحى.

أحد شهود العيان أفاد بأن ثلاثة إرهابين نفذوا العملية، بعد أن أقلتهم سيارة إلى مكان بعيد نسبياً عن المسجد.

ورغم إحاطة المسجد بالدوريات الأمنية، تمكن الإرهابيون الثلاثة من الوصول إلى المسجد من خلال منزلين مجاورين لزاوية المسجد. وكانوا يرتدون "الفروات" وضعوا تحتها أسلحتهم. وعند وصولهم للمسجد أطلقوا النار تجاه  دوريات الأمن.

في هذا الوقت سارع شباب اللجان الأهلية إلى إغلاق بوابة المسجد. وصوب الإرهابيون رصاصهم المتواصل باتجاه البوابة، فشلت مساعيهم في فتحها، فعمد أحدهم إلى تفجير نفسه عندها.

يتابع شاهد العيان روايته: تمكن شباب اللجان الأهلية من الإمساك بأحد الإرهابين، الذي كان بحوزته حزام ناسف. انتزع "حماة الصلاة" من الإرهابي أسلحته، وسلموه إلى القوى الأمنية.

حي محاسن

في تصريح إلى صحيفة "خبير"، يوضح أحد كوادر الحي بأن عمر مسجد الإمام ارضا (ع) يزيد عن عشرين عاماً. "وهو المسجد الوحيد في المنطقة المصرح من قبل السلطات للشيعة". ويقع المسجد في محاسن أرامكو، الذي يُعرف بأجواء التعايش الممتازة بين أهاليه من الشيعة والسنة والبدو.

ويقع حي المحاسن غرب المبرز ويجاور الهفوف، في قلب الأحساء الجديدة. لهذا الحي أهمية، ففي وسطه مجمع الدوائر الحكومية. يقطنه غالبية سنية، مع أقلية شيعية. ويُقسم المحاسن إلى ثلاثة أقسام: محاسن البلدية ومحاسن القادسية ومحاسن أرامكو التي وقع فيها الهجوم الارهابي.

"محاسن أرامكو" هو أحد الأحياء التي انشأتها شركة أرمكو السعودية. ويُعد منطقة حيوية، لقربه من المنطقة المركزية للإدارات الحكومية ومن منشآت عسكرية ومناطق لأرامكو، تشمل منشآت صحية وخدمية لوجستية.

مع بدء موجة الهجمات الإرهابية الأخيرة في المملكة، شكلت محافظة الأحساء الهدف الأول للإرهاب في العام الماضي، حين عمد مسلحون إلى إطلاق النار على حسينية المصطفى بدالوة الأحساء، ما أوقع سبعة شهداء. مع بداية العام الجديد يعود الإرهاب ليطل برأسه من بوابة الأحساء مجدداً!