مصادر حقوقية: اعتقال الناشطتان #نسيمة_السادة و #سمر_بدوي
أفادت مصادر حقوقية يوم أمس الثلاثاء، بأن السلطات السعودية اعتقلت الناشطتين الحقوقيتين "نسيمة السادة" من مدينة صفوى بالقطيف، و"سمر بدوي" من مدينة جدة.
بدوره غرد الناشط الحقوقي رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان "علي الدبيسي"، على موقع تويتر قائلا: حينما اعتقلت لجين وعزيزة وإيمان، وتوالت بعدهن الاعتقالات، كان البعض -في سياق التفكير حول ما يجري في البلد- يتساءل ما إذا كانت الاعتقالات ستمتد لأخريات بارزات مثل #سمر_بدوي و #نسيمة_السادة وغيرهن. وهذا تساؤل منطقي، فلماذا تأخر اعتقالهن المتوقع؟.
وتابع الدبيسي: تدرك السعودية عبر جهازها القمعي (جهاز رئاسة أمن الدولة الذي يشرف عليه الملك سلمان مباشرة) شهرة بعض المناضلات، لذلك الأفضل لها التدرج في قمع المرأة وتنفيذه على دفعات لتقليل ردة الفعل الدولية وقياس التفاعل والتعامل معه، وقد كان اعتقال البعض ثم الإفراج عنهن مناورة للتهدئة.
مُضيفا: حينما اعتقلت السعودية سمر بدوي في المرة قبل الأخيرة في ١٢ يناير ٢٠١٦ وزجت بها في سجن ذهبان الجنائي، اضطرت بعد ساعات للإفراج عنها بأمر من كبار الرؤوس، بعد ضجة فورية في الإعلام لم تتوقعها الحكومة، أما الآن فهي مهدت الطريق بالتدرج.
وشدد بقوله: ترى السعودية أن القضاء على الصفوة النسائية المدافعة عن الحقوق، ضرورة سياسية داخلية وطريق لكبح التيار النسائي المتوسع الذي يحير الدولة ويرعبها في آن.
مؤكدا بأن ترك سمر ونسيمة سيشجع أخريات على النشاط، وبالعكس فإن اعتقالهن سيعزز رسالة الترهيب والوحشية، ولكن ستخفق الدولة وستنتصر المرأة.
وبين بأن الشارع النسائي مازال مندفع للمطالبة بحقوقه، وجموع غفيرة من الفتيات والنساء مستمرات في حراك نسائي متعدد المطالب، لذلك فإن الدولة بحاجة لمزيد من رسائل الترهيب للمرأة، فالنساء جيش يتزايد في الداخل والخارج. ولكن لن يجديها ذلك وستفشل.
وقال أن "جولات مبس الأخيرة وبعض التحركات، ضللت بعض وسائل الإعلام الدولية كذلك وارد جدا شراء بعض الذمم بمال الشعب المسروق، لذا روضت الحكومة بعض الضجيج"، مُضيفا: لكن هذا الحال لن يستمر وسيدفع سلمان وابنه ضريبته، إن لم يتوقفوا عن وحشيتهم بحق النساء.
وشدد بقوله: المشكلة في سمر ونسيمة لدى الدولة، أنهن لازلن مستقلات متمسكات بالكرامة ومبتعدات عن التطبيل وغير قابلات للشراء، فرغم التحقيقات والاعتقالات إلا إنهن واصلن الثبات، و السعودية مهتمة باستهداف هذه النماذج الملهمة الشريفة.
مؤكدا بأنه رغم توقع الاعتقال، لم تبد سمر ونسيمة أي حركة تطبيل يفهم منها الخوف من الاعتقال والاستعداد للانضمام للطوابير الرخيصة، وهذا ما يستفز بطش المستبد وغروره عليهن.
وبين بأن إحباط الناس وزرع اليأس هو أحد الأجندة الخفية لجهاز الملك سلمان (رئاسة أمن الدولة)، وأنه لا فائدة من أي مطالب بالحقوق، فمصيركم القمع، وذلك للوقاية من أي ثورة مستقبلية. واعتقال نسيمة وسمر يزرع لدى البعض اليأس، ولكنه -وهذا الصحيح- يوقد نشاطا ملهما لدى آخرين لا يتوقف.
وقال الدبيسي بأن "سمر مدافعة عظيمة، ورغم الظروف التي تحيط بها ورغم محاربتها من أبوها وتأييده لاعتقالها إلا أنها ثابتة على خط النضال"، "ونسيمة عظيمة، رغما عن مسؤولياتها وإعاقة ابنتها ورغما عن تراجع من حولها إلا أنها متشبثة بطلب العدالة".
وختم الدبيسي تغريداته بتوجيه "تحية شرف لنسيمة وسمر، ننقشه على غلاف كتاب تاريخ نضال المرأة في السعودية".
مُضيفا: أما المتنمرين على المرأة سلمان وابنه، فأخذوا من التاريخ وصمة الخزي والعار.. أعداء حقوق المرأة وعديمي الإنسانية اللذين لا يترددون في التفريق بين المرأة وأبنائها إرضاء لنزواتهم في البطش والتجبر.
و عُرف عن السادة بنشاطها الحقوقي والاجتماعي، واهتماها بقضايا المرأة السعودية، كما لها نشاطات متعددة لمساعدة المرأة في بعض القضايا الاجتماعية ومساعدتها لتحقيق مطالبها، و قدمت عدة ندوات و ورش عمل حقوقية.
وتنشر السادة مؤخرا في صحيفة "صبرة" المحلية بعض القضايا التي تواجه المرأة في المجتمع، و عدة نصائح للفتيات لمواجهة ما يتعرضن له من ابتزاز.
و سمر بدوي الناشطة في حقوق الإنسان اعتقلت بموجب مذكرة متعلقة بالقضية التي رفعها عليها والدها متهماً إياها بالعقوق في 4 أبريل 2010، وتم الإفراج عنها في 25 أكتوبر 2010، بعد حملات تضامنية محلية وعالمية.
و شاركت سمر في حملة قيادة المرأة السعودية للسيارة عام 2011-2012 عن طريق القيادة بانتظام منذ شهر يونيو 2011 وَ مساعدة النساء السائقات في شؤون الشرطة والإجراءات الحكومية، و حصلت سمر بدوي على جائزة من وزارة الخارجية الأمريكية لمساهماتها في مجال حقوق المرأة.
ولم تتضح حتى الآن تفاصيل اعتقال السادة و بدوي، في الوقت الذي تشهد فيه السعودية حملة اعتقالات ضد نساء ناشطات من مختلف مناطق المملكة.
أضيف بتاريخ :2018/08/01










