محلية

#حمزة_الحسن: هل غيرت #الرياض سياستها تجاه القضية الفلسطينية؟

 

وجه الكاتب والباحث حمزة الحسن تساؤلا حول سياسية المملكة اتجاه القضية الفلسطينية، قائلا "هل غيرت الرياض سياستها تجاه القضية الفلسطينية ولم تعد تلعب بها في المساومات السياسية؟"، لافتا إلى أن هذا السؤال مطروح بفعل التصريحات التي نُسبت للملك سلمان بشأن تأكيده على ما عُرف بالثوابت الفلسطينية التي ترتضيها السلطة الفلسطينية؟"، وأضاف: "فهل هناك تغير ما؟ ما وراءه وما هي دوافعه؟"

وفي سلسلة تغريدات له بموقع "تويتر" أوضح "الحسن" أن "هناك معالم في تحول سياسة السعودية تجاه الكيان الصهيونية شهدها القريب والبعيد.. الموالي والخصم.

وذكر "الحسن" عدة معالم وهي: تقارب سعودي إسرائيلي كشفت عنه عشرات التقارير الصحفية وتصريحات محمد بن سلمان والمسؤولين الصهاينة بمن فيهم نتنياهو دون رد نفي من السعودية، رغم تكاثر التصريحات الصهيونية عن ذلك".

كما أن حملة سعودية إعلامية شرسة تجاه القضية على مواقع النت والتواصل وحتى في الصحف، على غرار ما كتبه الفراج (لك العتبى يا نتنياهو). وهذه الحملة رسمية والمشاركون لا يخفون ولاءهم وقربهم من النظام (دحام العنزي مثالا). وفي الحملة تشديد النكير والاتهام وضرورة التخلي عن القضية وتسخيفها!

وكذلك من المعالم تغير الموقف السعودي، الأطروحة القائمة باستبدال العدو: من الكيان الصهيوني إلى إيران؛ والتنسيق السياسي بين إسرائيل والسعودية على مستوى المواقف تجاه سوريا وتجاه خطوات ترامب وتجاه حزب الله، ولقاء اللوبيين السعودي والصهيوني في أمريكا والتنسيق بينهما في كل الملفات.

وأيضا اللقاءات السعودية الإسرائيلية العلنية على مستوى المسؤولين (تركي الفيصل وليفني) وتركي الفيصل وقيادات صهيونية كثيرة. وكذلك زيارات سعوديين يتبعون المخابرات السعودية إلى إسرائيل وترويجهم للتقارب وان فلسطين هي حق لليهود وان العرب ظلموا الأخيرين: أنور عشقي وعبدالحميد الحكيم مثالا

وأخيراً: جاءت قضية صفقة العصر في هذا الإطار,

وسلط "الحسن" على غرض السعودية من صفقة العصر مبيناً: بيع نفوذه وموقفه، من أجل تدعيم الموقف السعودي أمريكيا وإسرائيليا تجاه قضايا محددة بالمقابل: توجيه الحرب والحصار لإيران من جديد؛ دعم لا محدود في العدوان على اليمن؛ استعادة النفوذ السعودي خليجيا وعربيا وإسلاميا.

كما أنه من الأغراض السعودية هي تعزيز حكم محمد بن سلمان بوجه المعترضين عليه من عائلته أو من الوهابيين النجديين أو من المعارضين والإصلاحيين والحقوقيين.

وتابع أنه من الأهداف: إفقاد إيران عنصر تميزها بدعم القضية الفلسطينية وهو ما يمثل إحراجا لآل سعود، وذلك ببيعها في صفقة فلا تكون هناك قضية أصلا.

ويقول "الحسن": أذن لم يكن التحول السعودي في الموقف من فلسطين عبثا أو استهبالا، أو بدون حسابات. مشيرا إلى أنه "تحول يدل على أن القضية مجرد لعبة مساومات، وليست قضية مبدأ، ودائما ما يتذرع آل سعود وطبالوهم بأن الفلسطيني باع أرضه وقضيته فلم ندفع نحن الثمن؟ تأسيس باطل على معطيات باطلة ليصل إلى استنتاج باطل!".

وقال إن "الذي حدث أن الرياض سعت بجهدها الباطل لإنجاح صفقة القرن. استدعت أبو مازن وقرعته وهددته. وأنذرت الأردن ليقبل أو ليجوع أن لم يتخل عن موقفه بشأن القدس. لكن المشروع السعودي الإسرائيلي فشل: فلا أبو مازن تنازل، ولا الفلسطيني تهاون، بل فجر انتفاضة بوجه العدو لاتزال قائمة إلى اليوم".

وأكد "الحسن" أن صفقة القرن ماتت قبل أن تولد. ولم يبق منها سوى العار لآل سعود، والخزي، وسوء السمعة، ونزيف الشرعية المزعومة، والقيادة المزعومة". وتابع "في نفس الوقت لم تحصل الرياض على ما تريد من مواقف مأمولة تجاه إيران أو تجاه العدوان على اليمن وآخرها ما جرى في الحديدة وضرب البارجة وعدم استخدام المندب".

وأضاف أن الرياض شعرت بأن ترامب يسير على نهج أوباما في سياسته تجاه إيران، وهو الآن يقول لهم: اذهبوا قاتلوا إيران لوحدكم ونحن وإسرائيل من ورائكم، وهذا هو مشروعكم لذلك: الناتو العربي. وفشلت الرياض في استجلاب قوات أمريكية ضخمة تشارك فيها. حاولت تحفيز الموقف في قضية الناقلات فلم تنجح".

وأردف بقول: "هنا التفّ الملك سلمان وقال أنا من اصنع السياسة وليس ابني. قيل أن الملك قضى على صفقة القرن؛ والحقيقة هي أن الصفقة ماتت قبل ذلك بوقت طويل! الملك أراد في تحوله (إعادة المساومة) مع ترامب ونتنياهو. إذا لم نحصل على ما نريد بشأن إيران واليمن وربما لبنان، نغيّر رأينا في فلسطين!"

ولفت "الحسن" إلى أن المسألة ليست تراجعا أساسيا في الموقف السعودي. كأن يُقال بأن الرياض شعرت بالخسارة فتراجعت إلى موقفها (المبدئي) السابق! كلا.. لاتزال القضية في مضمار المساومة السعودية الأمريكية الإسرائيلية. وما يجعل التراجع قليل القيمة الآن هو أن الصفقة في الأصل ماتت بيد الفلسطينيين أنفسهم!".

واختتم "الحسن" بقول: "سيثبت المستقبل أن الرياض متى نجحت في مساوماتها، فإنها ستغير مجددا موقفها (الكلامي حتى الآن) وتعود إلى صفقة البيع للقضية! يدلنا ذلك أن الحرب الإعلامية والسياسية السعودية على الفلسطينيين في الإعلام والتواصل قائمة وأن اللقاءات مع الصهاينة متواصلة، وأن التنسيق بشأن إيران وغيرها قائم!".

أضيف بتاريخ :2018/08/05

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

فيسبوك

تويتر

استبيان