محلية

الشيخ الحبيل: الإمام الخميني نقل القضية الفلسطينية من أروقة السياسيين إلى أوساط الشعوب

 

قال سماحة الشيخ عبد الكريم الحبيل إن تخصيص الإمام الخميني"رض" يوماً عالمياً للقدس نقل إدارة القضية من المستوى الحكومي الرسمي إلى أوساط الشعوب والجماهير حيث أصبحت الجماهير المسلمة تتفاعل مع تلك القضية وتحمل مشروع تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي.

 

وأضاف سماحته خلال خطبة الجمعة بمسجد العباس "ع" بمحافظة القطيف –شرق المملكة- كانت القضية الفلسطينية قبل سنوات فقط وفقط بين رجال السياسة وفي أروقة السياسيين وفي المؤتمرات السياسية أما اليوم فقد أصبحت قضية الشعوب المسلمة بل الشعوب الغربية والأوربية تتعاطف أيضا مع تلك القضية وتخرج في مسيرات التضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم.

 

وأشار الشيخ الحبيل إلى أن القضية أصبحت في يد وإدارة الشعوب من خلال تلك المسيرات الشعبية التي تخرج وتطالب بتخليص ذلك الشعب المظلوم والمضطهد من براثيم الاحتلال الغاصب، كما أن يوم القدس العالمي أعطى الشعب الفلسطيني الأمل في النصر ونقل الصراع من الخارج إلى داخل فلسطين.

 

وأردف بقوله: كان الصراع والمقاومة والجهاد الفلسطيني ليس في داخل فلسطين وإنما كانت المنظمات الجهادية الفلسطينية تقاتل الكيان الصهيوني من لبنان من سوريا ومن الأردن ومصر غيرها من خارج فلسطين وحاول الاستكبار العالمي إن يقضي على تلك المقاومة أيضا التي هي من خارج فلسطين،  ولكن بفضل إحياء يوم القدس العالمي وتخصيص هذا اليوم كيوم لتلك القضية المقدسة أعطى الشعب الفلسطيني الأمل في النصر ونقل الصراع من الخارج إلى الداخل وظهر جيل تعبوي من رحم الشعب الفلسطيني نفسه فصنع الشعب الفلسطيني الانتفاضة تلوى الأخرى وتحرك الشعب بكرامة وعزة وإباء وأصبح شعب حياً، ولفت سماحته إلى انتفاضة 87 ثم انتفاضة 91 ثم انتفاضة عام 200 وهو اليوم يعيش انتفاضة الدهس والسكاكين التي ستقضي على ذلك الكيان الغاصب المحتل.

 

ورأى الشيخ الحبيل أن الاستكبار العالمي والصهيوني الحاقد يحاول في هذه السنوات التخلص من المواجهة والمقاومة بنقل الصراع والاحتراب بين أبناء الأمة الإسلامية أنفسهم ويجعلهم يحاربون ويقاتلون فيما بينهم ، ويؤجج النعرات الطائفية والعنصرية والقومية وغيرها من النعرات الخبيثة، بدلاً من أن يكون الصراع بين الأمة الإسلامية وإسرائيل الحاقدة، وهي تتفرج وتدير الصراع من خلال جماعات إرهابية تكفيرية داعشية وغيرها .

 

وقال سماحته بدل أن يكون التحدي والمواجهة واستثمار قوة العرب والمسلمين في مواجهة المحتل الغاصب أصبحت الأمة الإسلامية تبذل كل ماتملك من مال واقتصاد ومواقف وشباب في الاحتراب فيما بينهم وهي سياسية صهيونية استكبارية خبيثة وتحرك أولئك الجماعات التكفيرية الإرهابية في قلب العالم الإسلامي.

 

وتابع الشيخ الحبيل أن الجماعات التكفيرية يقاتلون المسلمين ويحاولون بث الرعب بالطريقة الصهيونية الحاقدة التي قامت عليها دوليات إسرائيل الغاصبة في أرض فلسطين حينما قامت نفس الأسلوب بإيجاد جماعات إرهابية وعصابات صهيونية تدخل المدن والقرى الفلسطينية وتقتل وتحرق وتفتك وتفعل ماتفعل إلى أن أقاموا دولتهم الحاقدة على الإرهاب، واليوم الجماعات التفكيرية ترتكب نفس الأسلوب والطريقة في بلاد المسلمين ليصنعوا لهم كيان خبيث وغدة سلطانية آخري مولية ومؤيدة لإسرائيل الحاقدة ليشغلوا المسلمين فيما بينهم وتبقى إسرائيل في أمان.

 

وأعرب الشيخ الحبيل عن أسفه من تسارع بعض الدول العربية والإسلامية لتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي الحاقد في المقابل يقطعون العلاقات فيما بينهم. مضيفاً بل أنهم يحاولون زرع ثقافة خبيثة في قلوب الشباب المسلم بأن العدو ليس إسرائيل بل أن إسرائيل هي دولة صديقة ولا نرى منها شراً أو خطراً مؤكداً بأن هذه الثقافية الخبيثة خطيرة والهدف منها التخطيط للتطبيع مع الكيان الصهيوني الحاقد وتقويته وتثبيت قواعده.

 

وقال سماحته في مقابل هذه السياسية الخبيثة فأن الصهاينة يحاولون تهويد فلسطين بل كل فلسطين ويحاولون القضاء على هوية فلسطين وهوية الشعب الفلسطيني ناهيك عن بنائهم مستعمراتهم على أرض فلسطين واحتلالهم المستمر لتلك الأراضي.

 

واستنكر سماحته تطبيع الذي أقدمت عليه تركيا هذا الأسبوع مع الاحتلال الإسرائيلي قائلا: "نحن نرى للأسف وفي هذا الأسبوع كيف أعلنت إعادة علاقتها  مع إسرائيل الحاقدة، تركيا التي كانت ترفع شعار الدفاع عن الفلسطينيين وحماية وحراسة الفلسطينيين وحراسة العرب هاهي ترفع جرس تطبيع العلاقات رسميا مع ذلك العدو الحاقد ولا ندري بعدها تهرول الدول الإسلامية والعربية الواحدة تلوى الأخرى".

 

وأكد سماحته بالقول "نحن في هذا اليوم نحيي يوم القدس تعظيما وتقديسا لتلك القضية وتعظيما وتقديسا لذلك الحرم المقدس وللأرض المباركة، وندين كل ألون التطبيع مع الكيان الصهيوني الحاقد ونحيي تحية إجلال وكبار جاهد ذلك الشعب الفلسطيني المظلوم ذلك الجهاد المرير الذي استمر الآن لقرابة 70 عاما ولم يقف ولم يستسلم ولم يهادن بل واصل جهاده ، ذلك الجهاد ليس فقط جهاد الفلسطينيين عن قضيتهم أو عن أرضهم أو حرم المقدس بل هم يجاهدون عنا نحن المسلمين جميعا".

أضيف بتاريخ :2016/07/01