حكايات مجلس الشورى
فواز عزيز ..
قرأت تصريحا صحفيا لعضو في مجلس الشورى يقول في جزء منه «نحن ننادي ببرامج مقننة لجذب الطالب للمدرسة، من خلال تحويلها إلى بيئة جاذبة لا طاردة»، مشيرا إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى جهد مجتمعي، وتدريب للمعلمين والمشرفين التربويين وتحسين المدارس وعمل دورات للطلاب، واستشهد العضو بتجربة المدارس الأجنبية في السعودية، التي نجحت في أن تكون بيئة جاذبة.
كلام صاحب السعادة عضو مجلس الشورى جميل ورأيه مقنع، لكن المشكلة أن هذا العضو تولى عدة مناصب في التعليم من مدير تعليم منطقة إلى وكيل وزارة إلى نائب وزير وشارك في لجان لتطوير التعليم قبل أن يكون عضوا في مجلس الشورى..!
وربما يتبادر إلى ذهنك سؤال: هل كانت بيئة المدارس في عهد «صاحب السعادة» جاذبة وتغيرت الآن، أم إنها كما هي، كانت وما زالت طاردة، لكنه لم يرها إلا بعد خروجه من الوزارة؟!
وهنا ليس لدي انتقاد فقط تذكرت قصة ذكرها وزير الصحة الأسبق الدكتور حمد المانع في كتابه «لكم وللتاريخ.. سيرة وزارية صريحة»، حين وقف أمام مجلس الشورى للاستجواب من الأعضاء.
يقول الوزير: وقف أحد الأعضاء يسألني في محاولة لإحراجي قائلا: ذكرتم أن مشروع المختبر الوطني تأخر 14 عاما بسبب عدم وجود أرض داخل مدينة الرياض..! يا معالي الوزير لماذا الإصرار على الرياض؟ لماذا لم تبنوه في أي مدينة داخل المملكة، بدلا من الانتظار الطويل والتأخير؟
ويقول المانع «شكرت عضو الشورى على سؤاله وعلى حرصه، وقلت له: كلامك صحيح! وكنت أتمنى ذلك، لكنك أنت كنت مديرا عاما للمشاريع في وزارة الصحة آنذاك، فلماذا لم تفعل ذلك»؟! فضجت قاعة الشورى بالضحك والهمسات..!
القصتان الحالية في التعليم والسابقة في الصحة كلتاهما خرجتا من رحم مجلس الشورى المليء بالحكايات والقصص المسلية حد البكاء..!
(بين قوسين)
أحيانا نحتاج أن نعرف «السيرة الذاتية» للمتحدث؛ لنقيم كلامه بناء على أفعاله، ولندرك هل كان يجيد العمل قبل أن يجيد الكلام، أم إن عجزه عن العمل عوضه بالكلام..!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/07/19