محمد بتاع البلادي ..

• هاشتاق (#جامعة_طيبة_لاتكفي_الحاجة) فيلم ( ميلودرامي ) حزين وطويل ، يكتبه ويخرجه سنوياً على تويتر بعض الشباب الذين لم يُوفَّقوا في الالتحاق بالجامعة (المدينية) التي يجب عليها خدمة منطقة من أكبر مناطق المملكة مساحة، ومحافظات، وعدداً في السكان السعوديين الذين يتجاوزون المليون والمائتي ألف مواطن ! . هذا اذا ما استثنينا الجامعة الإسلامية لأسباب لاتخفى على أحد .

• عموماً .. ودون الدخول في تفاصيل (البكائيات ) و ( الهجائيات ) و( الشتائم ) و(النفسيات ) التي يعج بها (الهاشتاق) والتي قد نتفق معها أو لانتفق ، فإن حديثنا اليوم عن كلية الطب تحديداً، التي من المخجل القول إنها تقبل سنوياً من 40 الى 50 طالباً فقط من قرابة الـ(2000) طالب في السنة التحضيرية ، وكذلك كلية طب الأسنان التي تقبل هي الأخرى 15 طالباً لاغير !! .. ولك أن تتخيل حجم المنافسة القاتلة والمارثون غير العادل الذي تدخله نخبة من خيرة عقول أبناء المنطقة من أجل الفوز بإحدى هذه الفرص الضئيلة .. ولا تسأل بعد هذا عن كم الإحباط الذي سينتاب من لم يحالفهم الحظ ،خصوصاً عندما يعلمون أن جامعات أخرى في مناطق أصغر ، قد قبلت من هم أقل منهم مستوى !.

• للأمانة لا أعرف من هو المسئول عن هذا التضييق ( القاتل) على المتفوقين ، هل هي الجامعة أم الوزارة ! .. كل ما أعرفه أن هذه المنافسة الظالمة لمنطقة بحجم ومكانة المدينة المنورة بحاجة لتدخل سريع لإنصاف متفوقيها ومساواتهم على الأقل ببقية المناطق الأخرى ، فهذا ( التحجير ) لا يضيق الأمل على النوابغ فحسب، بل يفعل الشيء نفسه مع الوطن الذي يحتاج -بحسب إحصاءات رسمية - الى 125 ألف طبيب سعودي لتغطية العجز .

• سواء كانت جامعة طيبة ظالمة لنفسها ولطلابها ؛ أم مظلومة بتحميلها فوق طاقتها ، فان الظلم عندما يصل الى النخب المتفوقة يصبح أشد ألماً وأكثر وبالاً .. لأنه حينها يقع على آمال الأمة وبذور صناعة مستقبلها .

صحيفة المدينة