مفاجأة «داعش» الفلبينية
قاسم حسين ..
من مفاجآت أخبار يوم الجمعة، ما أعلنته وزارة الداخلية الكويتية، من تمكّن الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على امرأة فلبينية، بتهمة الانتماء ومبايعة تنظيم «داعش».
المتهمة تبلغ من العمر 32 عاماً، وتمكّنت الأجهزة المختصة من رصد أحد الحسابات الإلكترونية التي تديرها، باستخدام اسم وكنية مختلفة، في محاولةٍ للإفلات من رقابة ومتابعة الأجهزة الأمنية.
المتهمة دخلت الكويت بتأشيرة دخول رسمية للعمل كعاملةٍ منزلية، في شهر يونيو/ حزيران الماضي، والغريب أنها أخذت تتواصل مع فرع تنظيم «داعش» في ليبيا، وليس بالفروع الأخرى الأقرب جغرافياً، سواءً في العراق الملاصق للكويت، أو سورية، أو اليمن أو حتى في شبه جزيرة سيناء. لقد قفزت مباشرةً للتواصل مع فرع التنظيم في ليبيا.
في التحقيق مع المتهمة الفلبينية، اعترفت بعد مواجهتها بالأدلة، بأنها كانت على استعدادٍ للقيام بأي عمل إرهابي، بمجرد أن تتهيّأ لها الفرصة لذلك، وفور توفر الوسائل اللازمة لاستهداف «فئة معينة من المجتمع الكويتي». لقد جاءت من بلادها تحت ستار العمل بالكويت، وهي تحلم حلماً شيطانياً، بتنفيذ تفجيرٍ تقتل فيه عشرات الكويتيين، من الأبرياء الذين لم يسبق لها معرفتهم أو معرفة ما قد ارتكبوه في حياتهم من جرائم أو أخطاء، تستوجب استحلال دمهم وإزهاق أرواحهم.
اسم المتهمة، لينافي أزويلو بيسكايدا، وغير واضح من الاسم إن كانت مسلمةً أم لا، فهناك فلبينيون مسلمون يحملون أسماء محلية غير إسلامية، وهناك مسيحيون يحملون بقايا أسماء إسلامية، موروثة من أجيال سابقة. كما أن الخبر الذي نشرته الوكالات، لم يوضّح اسم الولاية التي قدمت منها، بحيث يرجح انتماءها الديني. من هنا لا يُستبعد أن تكون مسيحيةً أيضاً، خصوصاً مع وجود مئات العناصر الأجنبية التي اندفعت للقتال في صفوف «داعش» من المسيحيين الذين تحوّلوا فجأةً إلى الإسلام في صيغته الداعشية الدموية العنيفة.
التقارير في العامين الأخيرين تضمنت إحصائيات عن عدد من التحقوا بتنظيم «داعش»، من 80 دولة حول العالم، تم تسهيل مرورهم عبر عشرات المطارات الدولية في الشرق والغرب، تحت سمع ورقابة الأجهزة الأمنية، لتأجيج القتال في سورية والعراق. وقد نُشرت أعداد من التحقوا بالتنظيم، من كل دولة أوروبية على حدة، حيث قدّروا بالمئات. وكانت تلك الدول تغض الطرف عمداً عما يجري، لأن لها في ذلك مصلحة عليا، فهي تضرب عصفورين بحجر: تضرب بعض البلدان أو الأنظمة وتزيد عدم استقرارها، وتتخلص من العناصر الأكثر تطرفاً، بقذفهم فى محارق الحروب المشتعلة في الشرق الأوسط. كان الأمل بأن تكون تذاكرهم دون رجعة، ولكنهم انتبهوا متأخرين بعودة المئات منهم، ونجح بعضهم في تطبيق بعض فنون القتل التي تعلّموها في سورية وليبيا والعراق.
مشكلة الفلبينية الداعشية التي اكتشف أمرها في الكويت، وكانت على أهبة الاستعداد لتنفيذ جريمةٍ جديدةٍ، كانت ستجدّد الجروح التي لم تكد تندمل بعد، جراء تفجير مسجد الصوابر الذي نفّذه داعشي خليجي، أودى بحياة 27 وجرح 227 آخرين.
ربما يعتبر ذلك اختراقاً نوعياً لـ «داعش» في منطقة الخليج، وهو ما يتطلب مزيداً من اليقظة والانتباه. حمى الله الكويت وشعبها، والشعوب العربية والأجنبية من شر الفكر الشاذ الذي يتلذّذ بسفك دماء الأبرياء.
صحيفة الوسط البحرينية
أضيف بتاريخ :2016/08/07