ليست كل الطرق متشابهة
عبده خال ..
مطر في شهر أغسطس.
هذه الجملة الاستنكارية تجابه أهالي جيزان كتصوير للسريالية الفاقعة المجسدة، حدث ذلك بمناسبة الأمطار التي اجتاحت المنازل والمركبات خلال اليومين الماضيين.
ومشكلة مدننا الكبيرة والصغيرة هي الأمطار، فليس هناك مدينة في عاصم من الماء، كل مدننا تتخذ وضع المكلومة ويتبرع ساكنوها في الندب.
والسبب في تثبيت هذه الشكوى تردي البنية التحتية لشبكات الصرف الصحي وتصريف أمطار السيول، فما إن تأتي الأمطار حتى تتكشف رداءة هذه الشبكات وخروج تصريحات المسؤولين أن مشاريع تصريفات السيول لم تنجز بعد.
ولو اطلع أي خبير في العالم على الميزانيات الضخمة التي أنفقت على هذه المشاريع فسوف يقسم أن المبالغ النقدية المصروفة تكفي لأن تجهز تصريف مياه أمطار العالم.! ولأن الوضع سريالي يظل جذابا للدهشة.
وأمطار جيزان الأخيرة ذكرت المواطنين بالمهام المنسية من قبل الأمانة بدءا بالطرق والتهاون في استعادة الطريق لوضعه الطبيعي وعدم الانتهاء من شبكة التصريف والتقاعس عن استكمال مشاريع تحسين الأحياء والتي أنفق عليها مئات الملايين.
ولأن لأهالي جازان قوة ملاحظة وظرفا زائدين سددوا تهكمهم للأمانة في كونها مهتمة تماما بطرق معينة، حيث يوجد الترصيف الفاخر والتشجير الباهي، بينما كان من المفترض أن تحظى بقية الطرق بالأهمية نفسها.
وهذه الملاحظة يمكن تعميمها على جميع الأمانات داخل البلد. ولأننا في شهر أغسطس ولايزال موعد موسم الأمطار بعيدا نتمنى أن لا نجد الأعذار الموسمية نفسها التي يلاحقنا بها المسؤولون عن تصريف الأمطار، ومع أن هذه الأمنية من سابع المستحيلات إلا أنها فرصة لأن نقول لهم: «مللنا من هذه الأعذار»، ولن نمل من تذكيركم بأن مئات الملايين أضعتموها في حكاية لو صرفت عليها كل هذه الأموال لاستطاعت تصريف أمطار العالم.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/08/07