ملفات مفتوحة... ودمـوع نـازفــة!
عبد الله منور الجميلي ..
السنواتُ تمضي والوعود تتوالى، وهناك مَـلَـفَــات تؤرق طائفة من شَـبَـابنا، وتسلب منهم طعم الحياة (لاتزال مفتوحة)، يتغير المسئولون عنها، ودموع مَـن يسكنونها تبقى نَــازفَــة؛ ومن تلك الملَـفات أو القضايا العَـالِــقَــة:
(1)
(قضية خريجي الدبلومات الصحية) الذين لم تُـطابق شهاداتهم؛ فأولئك المساكين قد تخرجوا في معاهد معتمدة من الجهات الحكومية المعنية، التي ربما كان غرضها دعم رجال الأعمال الذين أقاموا تلك المعاهد وقبضوا منها الملايين، ثم بعد أن تورط الطلاب فيها، وامتُـصَّـت دماؤهم، كان اكتشافُ ضعف مخرجاتها!
الحَــال البائسة لأولئك الشباب تُـنَـادي بقـرار حـاسم يعمل على توظيفهم في ظل الاحتياج لهم؛ فإنْ كان هناك ضعف في إمكاناتهم المهنية - مع أنّ الكثير منهم تجاوزوا اختبارات هيئة التخصصات الصحية السعودية - ؛ فيمكن إعادة تأهيلهم بدورات مكثّـفة، وتطوير قدراتهم ومؤهلاتهم وهم على رأس العمل بعد استقرار أوضاعهم المعيشية، بالتنسيق مع الجامعات؛ وذلك من خلال دراسة تمنحهم شهادات البكالوريوس بواسطة (نِـظَـام الـتّـجْـسِـيْـر).
(2)
أيضاً هناك (مَـلَـف مُـخْــرجَــات ما يسمى بكليات المجتمع)؛ فخريجوها الغلابَــا اكتشفوا بأنهم ضحية، وأرقام جديدة أُضِـيْــفَــت لمستنقع البطالة؛ فدراستهم وتخصصاتهم هامشية؛ وقبولهم في تلك الكليات ما هو إلا مجرد حلول مؤقتة لأزمةِ عَــجــز الجامعات عن استيعابهم في المسارات والتخصصات المطلوبة في أسواق العمل!! فهل يتم التعاون والتنسيق بين وزارات الخدمة المدنية والعمل والتعليم لإيجاد حلول فاعلة وسريعة لأزمتهم التي تأسرهم منذ سنوات؟!
(3)
(وهناك خريجات الجامعة القديمات)؛ فَـملَــف أولئك المسكينات ناطق بمعاناتهنّ الطويلة؛ فلا وزارة التعليم قبلت تعيينهنّ في ميدان التدريس؛ بحجة عدم الحاجة للتخصّـص، أو لافتقادهنّ لدبلوم تربوي، أصبح الوصول إليه صعباً إن لم يكن مستحيلاً؛ وهكذا مضى بهنّ قطار العمر؛ فحتى خريجات معاهد المعلمات حُـلَّـتْ قضيتهنّ بوظائف إدارية؛ أما هُــنّ فانتظار حتى حِــين!!
أخيراً أولئك نماذج من شبابنا الذين يتأبطون مؤهلاتهم، ومعها تذبحهم البطالة؛ وهم في خِـضَـمّ عواصفها قد يكونون صيداً سهلاً لأعداء الوطن، ودعاة الأفكار المتطرفة؛ فهذه دعوة صادقة للمسارعة في إنقاذهم وإغلاق ملفاتهم تلك إلى الأبد.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/08/07