المغرفة والملعقة
محمد العصيمي ..
كنت من المنتظرين لصدور قرارات مجلس الوزراء الجديدة فيما يتعلق بتأشيرات الدخول إلى المملكة والخروج منها وغرامات المخالفات المرورية والتصرف غير المسؤول في الأوراق الرسمية وغير ذلك. ورغم أنني انتظرت طويلا إلا أن المهم هو أن هذه القرارات صدرت وستدخل حيّز التنفيذ لنستفيد من مصادر دخل أخرى طالما أهملناها أو لم نلتفت لها كما يجب نظرا لغرقنا في بركة النفط والتعلق بسعره المغري المرتفع.
الآن بدأنا نكتشف أن لدينا موارد دخل معطلة تدر المليارات إذا ما أحسنا إدارتها وتنظيمها. وإذا، وهذا هو المهم فعلا، طبقنا هذه الرسوم وهذه الغرامات بحذافيرها من دون تساهل أو تراخ أو تجاوزات من أي نوع تعفي هذا وتجامل ذاك وتحن على من تدخلت من أجله واسطة من أي نوع.
كثير من الدول، بالمناسبة، بنت حالتها التنموية وتمكنت من التقدم الاقتصادي والاجتماعي باعتمادها على موارد دخل يتحمل المواطنون والزائرون والعابرون مسؤولياتها وأعباءها، حيث لم يعد هناك مجال في أي دولة للتعامل مع الناس على أساس الدولة الواهبة والمستفيدين المجانيين؛ الذين يأخذون بالمغرفة ولا يعطون ولو بأصغر ملعقة.
نحن كسعوديين نعلم قدر ما نصرف في زياراتنا الخارجية وسياحاتنا من رسوم حكومية باهظة ورسوم خدمات مختلفة تزيد كل سنة في الدول التي ندخل إليها أو نخرج منها. بل إن بعض الدول أصبحت تفاجئك بدفع ضريبة مرتفعة للإقامة في الفندق فوق السعر الذي دفعته مسبقا لحجز غرفتك. وهذا يعني أن هذه الدولة أو تلك تستفيد ماديا منك من اللحظة الأولى للمغادرة إلى لحظة العودة الأخيرة.
لذلك أنا ممن يبصم تماما على هذه القرارات التي ستنوع وتعدد مصادر دخلنا. وفي المقابل سننتظر من القطاعات الحكومية المعنية أن تكون أفضل في خدماتها وحسن أدائها لأنها كما ستأخذ، مطلوب منها أن تعمل وتجتهد وتتطور لأن الناس تريد خدمة أفضل مقابل ما تم تحصيله منهم.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/08/10