الإسرائيليون سيسافرون إلى السعودية “قريباً إن شاء الله”.. هل يقبل الشعب السعودي استقبالهم ؟!
خالد الجيوسي ..
هذه الأيام تبدو العلاقات السعودية- الإسرائيلية، كمن يتزوج لأول مرة، ويريد أن يختبر كل المشاعر والعواطف التي يُمكن أن تجمعه مع “زوجته”، واللافت في ذلك الزواج الجديد، أنه ربما “تخفت” حلاوته، بعد بدء تدخلات الأهل في تلك العلاقة، لتبدأ حالة “النفور” بين الزوجين، ويبدو أن الشعب السعودي “الشقيق” اتخذ موقع الأهل في ذلك الزواج السعودي الإسرائيلي، لكن لا نعلم عن مدى حجم قدرته في إحداث ذلك “الفتور” الذي نبتغيه في علاقات بلاد الحرمين، و”العدو” الصهيوني.
الجميع يعلم أن العربية السعودية، ليست تلك البلاد التي تتمتع بنهج كامل من الديمقراطية، ويعلم الجميع أيضاً أن تغريدة قد تودي بصاحبها إلى التهلكة تحت سماء المملكة التي تُطبق الشريعة الإسلامية، لكن ومع هذا وحرصاً على جبهتها الداخلية، تُبدي السلطات السعودية بعضاً من الاهتمام بالآراء الشعبية الغاضبة الناقدة، وهذا بالأساس لم يكن وارداً، وفرضه الإعلام الجديد مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، حيث بات هذا الموقع شارع التظاهرات “الافتراضي” بالفعل للسعوديين، والذي يستطيعون من خلاله “أحياناً” إحداث بعض التغيير.
كان لافتاً، كيف استجاب الإعلام السعودي “بإيعاز″ للهبة السعودية الشعبية ضد محاولات “التطبيع″ مع إسرائيل التي كان عرّابها، وفارسها الجنرال المتقاعد أنور عشقي، حيث بدأ بعض المحللين “استنكار” فعلة عشقي، وأكدت الأقلام البارزة والمطمورة معاً على عدم تمثيله لبلاد الحرمين عبر صحف السعودية التي لا يُنشر فيها كبيرة أو صغيرة، إلا بموافقة “أحدهم”.
ومع هذا تبقى برأينا هذه الخطوة الهجومية على “الجنرال” “شكلية” صحفية، فحتى كتابة هذه السطور لم تأمر السلطات “اعتقال” عشقي للتحقيق معه مثلاً، حول مُخالفته “الصريحة” لسياسات المملكة فيما يتعلق على الأقل بزياراته لإسرائيل التي “يمنعها” جواز سفره الصادر عن سلطات بلاده، فكيف هو الحال مع لقائه المسؤولين الإسرائيليين، وإن كانوا يحملون صفة منصب “سابق”، كما هو الحال في حالة عشقي الذي لا تصدر الحكومة بياناً تتبرأ من أفعاله، وتصر على أنه يمثل نفسه!
نثق أن الشعب السعودي “الشقيق” واعٍ تماماً لكل محاولات “التطبيع″ الذي يحاول “البعض” ترويجها، وفرضها عليه، وكما أظهر وطنيته وعروبته، وتعلّقه “بحب” فلسطين حينما شاهد مصافحة بلاده غير الرسمية “للعدو”، سيعاود الكرّة إذا شعر أن عشقي وأمثاله يواصلون علاقة زواجهم مع الإسرائيلي بالرغم من رفض الأهل (الشعب)، ومحاولات امتصاص غضبهم عبر “مقالات” تستنكر فعلة عشقي، لن يكون لها ذاك الأثر، وكما يقول المثل “مش كل مرّة بتسلم الجرّة”.
نُعبّر عن ثقتنا بردّة الشعب السعودي الغاضبة الرافضة للتطبيع التي يحاول البعض امتصاصها، لأنه بالتأكيد لن يقبل أن يتواجد الإسرائيليون على أراضي بلاده في حال استمر الزواج “غير الرسمي” مع “العدو”، وبدأت “ثمار” التطبيع تتوالى، وحينما يقول الوزير الإسرائيلي “السابق” في الشؤون الاجتماعية كما نقلت صحيفة “جيروسالم بوست” مايكل ملكوير أن الإسرائيليين سيتمكّنوا من السفر إلى المملكة العربية السعودية “قريباً إن شاء الله”، هذا يعني أن العلاقات قطعت شوطاً كبيراً بين البلدين، لكن يبقى رهاننا، وثقتنا بشعب بلاد الحرمين، الذي لم يعتد، ولن يقبل تواجد “الصهاينة” على أراضي بلاده المُقدسة، وبلغة “الجوالات” الموبايل التي يُتقنها السعوديون حالتهم ستتحول على إثر ذلك، من صامتة إلى “اهتزاز″!
كاتب وصحافي فلسطيني
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2016/08/14