التحليق خارج السرب
عبدالمحسن هلال ..
أعلن الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو أن الغاز غير التقليدي، بالخصوص الصخري سيلعب إلى جانب الغاز التقليدي دورا كبيرا في مضاعفة الطاقة الإنتاجية للشركة لترتفع من 12 مليار قدم مكعبة إلى 23 مليار قدم مكعبة خلال العقد القادم، ورصدت الشركة لهذه الخطة مبلغا وقدره 20 مليار دولار، أكرر دولار. وفي التفاصيل أن الخطة التي وضعها وزير البترول السابق تستهدف وصول إنتاج الغاز الصخري إلى 4 مليارات قدم مكعب العام 2025، والمتبقي من الـ23 مليار سيأتي من الغاز التقليدي (مكة، 7 أغسطس الجاري).
أسئلة عدة يثيرها قرار الشركة، أولها هل تمر قرارات كهذه تستنزف هذه المليارات على أي جهة تشريعية أو استشارية، مجلس الشورى مثلا، هل يتم مفاضلتها مع قرارات أخرى تتصارع على ميزانية الدولة ومن ثم تحرم الميزانية العامة منها. بغض النظر هنا عن قانون العرض والطلب ومبدأ المزايا النسبية، هل صرف 20 مليار دولار مبررة اقتصاديا لإنتاج 4 مليارات غاز صخري، فإنتاج الغاز الطبيعي لا يتطلب ذلك المبلغ. أما لماذا الصخري الأعلى تكلفة، فتقول الشركة إن معظم احتياطها غاز مصاحب، أي المصاحب للنفط ويتطلب استخراج النفط أولا، والشركة تريد الغاز الحر وحده، ولعمري هذا تبرير مبهم، فنحن نحتاج الاثنين، فضلا عن امتلاك الشركة حقولا كبيرة من الغاز الطبيعي، مثل حقل العربية وحصبة وكران وإن كانت بحرية، غير أن تكلفة الإنتاج منها لن تبلغ هذه المليارات.
معلوم أن إنتاج النفط والغاز يتطلب استخدام المياه بكثافة، والنفط الصخري يتطلب أضعافا مضاعفة من الماء (التكسير الهيدروليكي)، غير أن الشركة تقول إنها طورت تقنية التكسير الجاف، ولابد أن هذه كلفت ملايين أخرى. السؤال المبدئي، لماذا ننافس في صناعة لا نملك مزاياها النسبية، علما أن استهلاكنا من الغاز منخفض، إن لم يكف النفط لتوليد دخل يذهب للميزانية، لدينا الغاز الطبيعي بكميات مهولة فالشركة تملك خامس أكبر احتياط للغاز الطبيعي في العالم. السؤال المجتمعي، إن كان لدى أرامكو تقنية الحفر الهيدروليكي، الجاف أو السائل، فلم لا تشيع تقنيتها محليا لمستثمرين، أو تستخدمه هي لاستخراج الماء في بلد فقير مائيا، هذا أقل واجباتنا عليها لتعويضنا كميات المياه المهولة التي تستنزفها لاستخراج نفطها وغازها؟ السؤال الحقيقي لم لا تساهم أرامكو في تنويع مصادر الدخل بصناعات غير نفطية لتتماشى مع خطط الدولة في تقليل الاعتماد على النفط ومشتقاته؟ سؤال أخير، إذا أذنتم، كيف نشكو من قلة التمويل وانخفاض السيولة داخليا وتتعطل بعض مشاريعنا الحيوية ولدى أرامكو هذه القدرات الاستثمارية.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/08/15