أزمة القبول في الجامعات.. هل من حل؟
محمد العقلا ..
منذ سنوات طويلة وهاجس القبول في الجامعات يشكل عبئا كبيرا على أولياء أمور الطلاب والطالبات، كما يضع المسؤولين في الجامعات في حرج بالغ أمام ضغط المجتمع، وللأسف الشديد ما زال العبء الأكبر يقع على الجامعات في ظل غياب التنسيق بين كافة الأطراف المعنية بالأمر مثل الكليات والمعاهد العسكرية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني هذا من جانب، والجانب الآخر وهو الأهم عدم وجود خطة واضحة المعالم لتحديد مسار خريجي وخريجات الثانوية العامة حتى الآن، فبينما نجد هذا الأمر واضحا في كثير من الدول، ولا سيما الدول المجاورة، إلا أننا لم نحقق هذا الهدف، وبالتالي سوف تستمر المعاناة.
ولا يخفى على الجميع أن أزمة القبول ومشكلاته سوف تتفاقم عاما بعد آخر، لا سيما في ظل ازدياد عدد خريجي وخريجات المرحلة الثانوية، حيث اقترب عددهم لهذا العام من ثلاثمائة وخمسين ألف طالب وطالبة.
وينبغي أن نأخذ في الحسبان عدم جدوى الحلول الموقتة مثل برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والذي فتح الباب على مصراعيه لخريجي وخريجات الثانوية العامة للالتحاق به بكل يسر وسهولة، وقد أدرك المسؤولون خطورة التوسع في هذا الأمر، وما نجم عنه من إشكاليات كثيرة كنا في غنى عنها لو كانت هناك خطة مبنية على سياسة واضحة المعالم تسير عليها الوزارة، وأقصد وزارة التعليم العالي آنذاك.
وقد سبق أن طالبت في مقال نشر قبل عام ونصف بتقنين الابتعاث، وتركيزه على التخصصات النادرة التي يحتاجها سوق العمل، وقد تحقق هذا الأمر ولله الحمد من خلال رؤية المملكة 2030 التي أعلن عنها قبل نحو شهرين حيث أشارت إلى (تركيز فرص الابتعاث على المجالات التي تخدم الاقتصاد الوطني، وفي التخصصات العلمية في الجامعات العالمية المرموقة).
كذلك فإن معاهد وكليات المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ما زالت دون المستوى المأمول، إذ الملاحظ بحث معظم هؤلاء الخريجين من تلك المعاهد والكليات عن فرص عمل ولا يجدونها، على الرغم من كثرة العمالة الوافدة التي تعمل في مجالات فنية وتقنية، مما اضطر بعض خريجي تلك الكليات التقنية إلى الاتجاه إلى الجامعات من أجل معادلة ما سبق أن درسوه، ومن ثم مواصلة دراستهم الجامعية مما شكل عبئا إضافيا على الجامعات، والآن وبعد أن تم دمج وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم في وزارة واحدة، فإن الأمل معقود بأن يتم استدراك هذا الأمر، ووضع خطة استراتيجية تحدد مسارات التعليم بكل أنواعه ومجالاته، وإعادة النظر في برامج معاهد وكليات المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ومعالجة الخلل في هذه البرامج بما يجعلها تواكب المرحلة الحالية، فمن غير المتصور والمعقول أن تكون جميع المجالات بالقطاع الخاص مشغول معظمها بالوافدين، وأبناؤنا لا يجدون فرصتهم بكل يسر وسهولة، كذلك فإنه من غير المناسب أن تتحمل الجامعات العبء الأكبر في استيعاب خريجي وخريجات الثانوية، ويوجه كثير منهم إلى تخصصات لا يرغبون دراستها، ثم لا يجد معظم هؤلاء الخريجين مجالات عمل وظيفية مناسبة، ومن ثم نتساءل عن السبب في ارتفاع معدل البطالة، وأيضا زيادة معدل الجريمة، وتعاطي المخدرات، فهل يتحقق هذا الأمر!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/08/15