ماذا يجري بين السعودية ومصر وإسرائيل..؟
المحامي سفيان الشوا ..
كان الإرهابي مناحيم بيجن رئيس وزراء إسرئيل بعني بعض الترانيم التي وردت في التوراة أثناء توقيعه اتفاقية كامب ديفيد مع الرئيس أنور السادات فقال :-0 (يا اورشليم يا عاصمة الدنيا سوف يزورك الملوك من كافة انحاءالدنيا) ويبدو أن هذا تحقق ..وماذا بعد..؟
القضية الفلسطينية كانت رمزا للنضال العربي والتحرر العالمي كان تحرير فلسطين البند الأول في كل بيانات الانقلابات العربية على كثرتها ولكن هذا كان في الماضي أما اليوم فتراجعت القضية الفلسطينية من الصدارة ولا يذكرونها إلا على استحياء في ختام مؤتمرات القمة. الفلسطينيون وقعوا اتفاق سلام مع إسرائيل في( كامب ديفيد).كانت بعض الأصوات في الماضي تقول أن الفلسطينيين باعوا أراضيهم إلي اليهود أما اليوم فأصبحنا علنا نقر بحق إسرائيل في الوجود وأنها تملك 79%من أرض فلسطين بدون ثمن .أما التطبيع مع إسرائيل فأن الرئيس الفلسطيني أول من نادى به كما أن التعاون الأمني مع إسرائيل مقدس ومالنا ومال القدس.. وأن الرئيس أمر قوات الشرطة الفلسطينية بتفتيش حقائب الطلاب المدرسية خشية أن يكون فيها سكين..الخ.
وأصبحنا أمام العالم عملاء لإسرائيل.. فقوات الشرطة الفلسطينية تحرس حدودها وتحرس مواطنينها.. بأوامر علنية من الرئيس.. الذي قال أنه لا يخجل من هذا ..؟ فأصبح العالم العربي يسال نفسه السؤال التالي:- هل أصحاب الأرض وقعوا اتفاقية سلام مع إسرائيل ويحرسونها ويتعايشون معها ومع ويشترون منتجاتها بل أن الرئيس يدعو العرب مسلمين ومسيحيين لزيارة القدس وهي تحت الاحتلال فلماذا نغضب..؟
البابا (تواضروس) بابا الأقباط في مصر زار إسرائيل ثم أورشليم (القدس) ومعه وفد من 8 من كبار القساوسه في الكنيسة القبطية واخذ تاشيرة إسرائيلية.. وسافر عن طريق مطار (بن جوريون ) في تل أبيب..بالرغم من أن سلفه (البابا شنوده) رفض زيارة القدس بل منع الأقباط من زيارة القدس مادامت تحت الاحتلال الإسرائيلي وكذلك البابا (كيرلس السادس)أيضا.
مفتي مصر السابق (الشيخ على جمعه )زار القدس تلبية لدعوة محمود عباس بحجة أنه يريد الصلاة في المسجد الأقصى المبارك بالرغم من أن القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي.وكثيرا من الفنانين المصريين زاروا إسرائيل إلا أن النقابة تجري تحقيقا معهم وتوقفهم عن العمل في السينما مدة سنة فالنقابات في مصر يرفضون التطبيع مع العدو الإسرائيلي .
أما الأمير(تركي الفيصل) مدير المخابرات السعودية السابق فقد قام بمناظرة مع رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق(عاموس يداين ) في بروكسل سنة 2014تكلما فيها عن السلام في الشرق الأوسط والمفاجأة كانت عندما عرض (عاموس) على الأمير تركي تحقيق رغبة والده المرحوم( الملك فيصل )الذي كان يتمنى الصلاة في المسجد الأقصى..فهل يرغب الأمير تركي في الصلاة في المسجد الأقصى ثم ألقاء خطاب في الكنيست موجه إلي الشعب الإسرائيلي..؟ إلا أن الأمير تركي اعتذر.
ثم جاء الجنرال( أنور عشقي) من السعودية لزيارة إسرائيل وقال إنه جاء بدعوة من اللواء(جبريل الرجوب)فزار السلطة الفلسطينية ثم انتقل إلى إسرائيل وقابل مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية وهذا الجنرال له تصرفات عجيبة تخالف المباديء السعودية.. ولا نعلم هل هو بالون اختبار..؟ أم تصرف شخصي كما قال..؟
لقد قال (أنور عشقي) في إسرائيل في تصريح صحفي أشبه بالزلزال :- نسعى لجعل إسرائيل العدوة نجعلها صديقة..؟وأضاف أن مقاومة إسرائيل المتفوقة علينا عسكريا معناه تدمير أنفسنا.ونسي قول الله جل شانه في القران الكريم وهو :-
(هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب.. يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الألباب ) سورة الحشر
ولم يكتف بذلك بل أكد عشقي أن زمن العنتريات انتهى. فنحن نملك عقلا كبيرا وثقافة ..لا بد أن نواجه إسرائيل بهذه الثقافة..؟ وكأن الحرب مع إسرائيل حرب ثقافات . والأغرب من ذلك أن السيد عشقي يصف المجرم (نتنياهو) بأنه صديق منتظر..ولا ندري هل يكون نتنياهو المهدي المنتظر عند عشقي؟ وكأنه لا يعرف دستورنا وهو القران الكريم فقال تعالى :-
(لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة.. أو من وراء جدر باسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون). الحشر.هذه أفكار جنرال متقاعد.. اقترب من الخرف أو الجنون. وهو كلام شخصي له ولكن الذي لا يمكن فهمه ولا يمكن السكوت عليه عندما قال عشقي كلاما يؤثم عليه وهو :-
(أننا نقتدي بالرسول عليه الصلاة والسلام الذي زار المشركين وفاوضهم) .هل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام زار من احتلوا أرضه ..؟ولماذا هذا التزلف من أضعف الناس على الكرة الأرضية أن الله جل شانه قال:-
(مثل الذين حملوا التوراة ..ثم لم يحملوها كمثل الحمار.. يحمل أسفارا بئس مثل الذين كذبوا بآيات الله ) سورة المجادلة .وهم لم يستطيعوا أن يحتلوا شبرا من(لبنان) ولم يستطيعوا أن يحتلوا شبرا من ارض(غزة هاشم) بالرغم من الترسانة العسكرية الأمريكية التي عندهم.
نأمل من الحكومة السعودية أن تحاسب هذا الرجل على تصرفاته فهل نسي أن اليهود يحلمون بوطن من النيل إلى الفرات..؟ وأنهم يطالبون السعودية بدفع تعويضات عن أملاك (يهود خيبر)..؟
اللهم لا تحاسبنا عما قال السفهاء منا وارحمنا برحمتك .!!
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2016/08/16