النوم في (لوبي) وزارة العمل !!
محمد بتاع البلادي ..
• على أرائك (لوبي) أحد فنادق الخمس نجوم الوثيرة، ينام شابان سعوديان من ضحايا نظام (وظائف المسيار) ونظام ( وظفوه يعقل ) التي مازالت وزارة العمل تفرضها على الشباب ؛ وعلى أصحاب العمل دون إنتاجية أو فائدة حقيقية ؛ فقط لتحقيق أرقام وإحصائيات .. الموظفان - النائمان في العسل- ليسا في وقت ( راحة) ولا ( إجازة ) بل هم على رأس عملهما في الفندق الفخم حتى وهم (يغطون) في سبات عميق ! . فالنوم في شريعة هذه الوظائف (الصورية) ليس منكراً ولا مكروهاً ، بل هو أمر مستحب عملاً بقاعدة ( نوم العاطل عبادة ) ! .
• ومع إيماني التام أن الوزارة الموقرة تتحمل الجزء الأكبر من هذه الصور المحزنة ،بإلقائها الشباب - دون أدنى تأهيل فكري- في أتون وظائف (مشّي حالك ) ، إلا أنني لا أعفي الشباب أنفسهم من المسئولية ، فمهما كانت طبيعة العمل غير مناسبة ؛ إلا أن ( النوم كسلاً ) في انتظار (القرشين) التي تلقى عليهم بشكل أقرب للصدقات ، وعدم منافسة ( الأجنبي ) وبذل مجهود أكبر من أجل الترقي وكسب ثقة أصحاب الأعمال ؛ هو أحد أهم أسباب تفوق الأجنبي عليهم ، وظهورهم بمظهر الفاشلين و( التنابلة) في نظر الجميع ! .
• قد تكون الشهادة دليلاً على جودة العملية التعليمية ، لكنها ليست دليلاً على جودة شخصية صاحبها ؛ أو كفاءته .. وإذا كان التعليم الحكومي يعطي للفرد المهارات الأساسية التي تجعله يعيش كالآخرين ؛ فإن ( التعليم الذاتي ) وتطوير النفس هو من يبني شخصيته ؛ ويمنحها التميز والمال أيضاً .
• أبناؤنا ليسوا أقل من أبناء أي جنسية أخرى.. هم فقط يفتقدون للفكر التنافسي ، والجدية التي عايشها أبناء تلك الدول منذ صغرهم .. ففي تلك الدول - الأقل مالياً - يعمل الطالب حتى وهو يدرس بالجامعة ، ليس ليتحمل جزءاً من مصاريفه فقط بل ليكتسب أيضاً مهارات وخبراتٍ تُهيِّئُه للحياة العملية . بينما يبدو ( التحسين المستمر) كثقافة مفقودة في مجتمعنا للأسف، فالفكر الريادي (Entrepreneurship) في العمل شبه مفقود ، حتى من يوفق بوظيفة حكومية يتجمد ويتقولب فيها مؤثراً ( الفلّة ) ولذائذ الحياة الاجتماعية الموازية ! .
• التنافسية التي لم يعلّموها لنا في المدارس تعني الالتزام أولاً ثم البحث الدائم عن الجديد ..تعني السؤال المستمر وقوة الملاحظة واكتساب الخبرات ممن حولك .. تعني الرؤية الواضحة والتفكير الدائم في الترقي والصعود .. باختصار هي أن تكون في الغد في موقع أفضل من موقعك اليوم.
• لو ركزت وزارة العمل في برامجها على تطوير الفكر التنافسي عند الشباب ، بدلاً من وظائف المسيار ودورات الجوال (5 أيام ) لما وجدتهم يتذمرون من العمل الخاص، وينامون في ( لوبيات) الأعمال انتظاراً لراتب ضئيل ، يحصلون عليه لمجرد كونهم سعوديين بالولادة !.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/08/20