عمان: درس مجاني بليغ
سالم بن أحمد سحاب ..
ذكرت صحيفة عمان ديلي أوبزفر أن سلطنة عمان قد منحت أرضاً تتجاوز مساحتها 10 ملايين متر مربع (1172) هكتاراً لإقامة منطقة اقتصادية خاصة في دقم بتكلفة تقارب 11 مليار دولار. من سيطور هذا المجمع الهائل وبتكلفة منضبطة غالباً لا غلو فيها ولا تطفيف؟ إنهم الصينيون أيها الذكي!، ولن يتوقف التطوير عند مرافق معدودة وطرق وشوارع مرصوفة وأراضٍ ممهدة للبيع بكرة وعشياً!! كلا سيتضمن المشروع طائفة كبيرة من الصناعات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، كما سيتضمن مشروعات سياحية وتجارية ورعاية صحية.
ولأزيدكم من الشعر بيتاً ستُقام في هذه المدينة الاقتصادية مصفاة حديثة متطورة للنفط بسعة 230 ألف برميل يومياً كما سيتم لاحقاً إنشاء مجمع بتروكيماوي ضخم يحول منتجات المصفاة إلى منتجات مطلوبة وبأسعار مضاعفة. وللعلم فإن ثمة مصفاة تحت الإنشاء الآن في منطقة قريبة في دقم نفسها بتكلفة 6 مليارات دولار وبطاقة مماثلة أي 230 ألف برميل يومياً وذلك يعني أن سلطنة عمان لن تبيع قريباً سوى منتجات نفطية مكررة وبأسعار مضاعفة عن بيعه خاماً بثمن بخس دولارات معدودة كما هو الحال اليوم.
تلكم هي مشاريع نوعية تشكل إضافات جوهرية إلى الاقتصاد الوطني العماني. وتتضاعف قيمة هذه الإضافة إذا علمنا أن الشاب العماني والشابة العمانية لا يترفعان عن ممارسة أي مهنة شريفة على عكس المجتمعات الخليجية الأخرى التي يأنف مواطنوها من أداء كثير من الأعمال والمهن ويعدونها وضيعة بحكم العادات والأفهام المستحدثة والتي لم تكن في السابق كذلك.
شعوري الشخصي أن مشروعاً كهذا وُضع حجر أساسه قبل أسابيع قليلة سيسبق مشاريع قديمة أكملت عامها العاشر وهي لا تزال تزحف كالسلحفاة في دول أخرى، وأخشى ألاّ تعمر طويلاً ! إنها البدايات الصحيحة والخيارات السليمة والإنصات لكل الأصوات الأمينة وإتاحة الفرصة لكل البدائل القريبة والبعيدة.
صدقوني سيحيل الصينيون هذا المشروع إلى نجاح مرتقب ولو بمشاركة شركاتهم دون غيرها من الشركات العالمية الأخرى، فلديهم القدرة على التحرك بسرعة والعمل بدقة والإنجاز بكفاءة.
مبروك للأشقاء في عمان هذا المشروع الاقتصادي والدرس المجاني.
لصالح صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/08/21