الخريجون وبنك التسليف
عبده خال ..
أكاد لا أصدق أن وزير التعليم اقترح على خريجي التربية الخاصة التفكير بمشروع خاص بهم وافتتاح مدارس تعليم خاصة، والتوجه إلى بنك التسليف للحصول على قروض من الدولة لاستكمال افتتاح المشروع.!
فإذا كان الخريج يقف على أول خطوة في حياته العملية، فكيف يمكن مطالبته بالبدء في مشروع تجاري يحتاج إلى رأس المال وإلى الخبرة.. وإذا كان المقترح في توفير رأس المال هو الاقتراض من صندوق التسليف فيبدو أن وزارة التعليم تظن بأن بنك التسليف هو (كنز علي بابا) أوليس معلوما أن القرض لا يتجاوز عشرين ألف ريال؟ (هذا إذا اجتاز المقترض كل البنود العويصة للاقتراض).. فهل يمكن لعشرين ألف أو مئة ألف ريال افتتاح مدرسة خاصة؟ (هذا إذا تجاوزنا عن شروط التعليم نفسه، وكذلك اشتراطات الدفاع المدني).
ونحن نعلم تماما أن وزارة التعليم تعاني نقصا في أعداد المعلمين، ونعلم أيضا أنها أقرت إدخال بعض طلاب التربية الخاصة إلى المدارس العامة، ونعلم أيضا أن الوزارة عهدت لبعض المدرسين غير المؤهلين للتدريس في مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، بمعنى آخر ان الوزارة بحاجة ماسة لهؤلاء الخريجين، فإن لم تقر بالحاجة فالواقع يقر بهذا الاحتياج.
وكان بالإمكان أن يكون لقاء الخريجين بالوزير لقاء للتوضيح بأن الوزارة ليس لديها توجه خلال الفترات المقبلة لرفع التعيينات في مجال التربية الخاصة مع إظهار الأسباب المقنعة التي تحول دون ذلك من غير الإتيان بالمقترحات التي تشبه مطالبة المرء برؤية أرنبة الأنف في ليل دامس.!
وقبل كل ذلك، لماذا يتم افتتاح كليات لتخريج مثل هذا التخصص من غير أن تكون النهاية إيجاد وظائف للخريجين، ونحن نعلم أن الدارسين هدفهم الوحيد إيجاد وظيفة وليس التفاخر بإيجاد شهادة أو معرفة؟
لصالح صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/08/23