بيع الفشل!
خالد السليمان ..
حتى الآن يبدو لي أن بعض المسؤولين في الإدارات الحكومية مشغولون بفرض الرسوم على خدمات وزاراتهم وإداراتهم أكثر من اهتمامهم بتحسين الخدمات وتطويرها حتى تكون جديرة بدفع المال مقابلها!
بعضهم مازال أسير فكرة أن الخدمات الحكومية المجانية هي فضل على المواطن، ولكنه لا يبدو مستعدا لتغيير هذه الثقافة حتى بعد فرض الرسوم المالية مقابلها، وبالتالي قد لا يجد المواطن فرقا حقيقيا سواء دفع مقابل الخدمات التي يحصل عليها أو لم يدفع مع استمرار موظفين عامين أنتجتهم هذه الثقافة!
بالأمس القريب قرأت أن وزارة الصحة تدرس تحميل شركات التأمين قيمة خدماتها العلاجية عند إسعاف مصابي الحوادث المرورية، لكن أحدا في الوزارة لا يفكر من سيدفع في الحقيقة قيمة هذا التكلفة، فشركات التأمين ستحملها على قيمة وثيقة التأمين التي سيدفعها في النهاية المواطن سواء كان على صلة بهذه الحوادث أو لم يكن!
وبمناسبة الحديث عن التأمين والحوادث، اسألوا اللواء عبدالرحمن المقبل مدير عام المرور السابق عن المعوقات التي واجهتها إدارة المرور عندما أرادت إلزام شركات التأمين بخفض قيمة تجديد التأمين عند عدم ارتكاب الحوادث ما دامت شركات التأمين ترفع قيمة التجديد عند ارتكاب المؤمن لحادث؟!
الخلاصة نريد ارتقاء بمستوى الخدمات ما دمنا سندفع مقابلها، أما تحميلنا قيمة قصورها وسوء أداء مقدميها، فهو أشبه بشراء الفشل !
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/08/30