ترامب ومليارات ابتعاثنا!
عبد الله منور الجميلي ..
أكدتْ افتتاحية نشرتها قبل أيام صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية بأن اقتراح المرشح الجمهوري للرئاسة (دونالد ترامب) بحظر دخول المسلمين للولايات المتحدة سيلحق أضراراً اقتصادية بالجامعات والكليات الأمريكية.
مشيرة إلى أن (السعودية) فقط أرسلت خلال العام 2015م أكثر من (60 ألف مبتعث) من أبنائها للولايات المتحدة يُسَـاهَــمَ الـصّـرف على ابتعاثهم بنحو (1,7 مليار دولار سنوياً) تَصُــبّ في خزائن الجامعات والكليات الأمريكيّة!
وهنا لاشك بأنّ برنامج الابتعاث الخارجي الذي تبنته الدولة خلال السنوات الماضية؛ يحمل أهدافاً نبيلة من أهمها: الاستثمار في المواطن الشاب من خلال تعليمه، وتأهيله بالمعارف التي بها يُـشَـارِكُ في تنمية وطنه.
واليوم ومع كثرة جامعاتنا وتنوّع اختصاصاتها، وفي ظل بدايةِ رؤيةٍ مستقبلية طموحة تُـبَـشِّـرُ بتحَـوّل تنموي واقتصادي أرى أهمية توطين تلك (المليارات) التي تُـصّـرف على الابتعاث الخارجي، وتحدثتْ عنها الـ (واشنطن بوست) وذلك من خلال دعم الجامعات الحكومية؛ لكي تفتح كليات أو أقساماً في التخصصات العلمية التي تتطلبها سوق العمل وأهداف التنمية.
وهناك التعاون مع الجامعات العالمية الكبرى المتخصصة لِـيَـكون لها فروع في بلدنا؛ بحيث يقضي الطالب السنوات الأولى من دراسته هنا، مع إمكانية أن يقضي السنة الأخيرة قبل تخرجه في مَـقَــرّ الجامعة الأمّ؛ ليكتسِـب من هناك فَـضِـيْـلَـتَـي المُـعَـايَـشَــة والخبرة.
صدقوني تَـقْـنِــيْــن (الابتعاث) بمثل تلك البرامج سيحقّـق أغراضه المرجـوّة، وفي الوقت نفسه سيخَـفّـف العبء على ميزانية الدولة، كما أنه سيزيد من أعداد الطلاب المقبولين في تخصّـصات نحتاجها عبر دراسة أكاديميّـة رفيعة المستوى؛ كما سيحافظ ويحمي أبناءنا في واقع ومُـنَـاخٍ يحمل لهم المخاطر بمختلف أنواعها الأمنيّـة والفكريّـة؛ فهل تفعلها وزارة التعليم؟!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/08/30