هيكلة الجامعات: فورة وبهرجة!
سالم بن أحمد سحاب ..
هيكلة الجامعات: فورة وبهرجة! في إعلامنا المحلي تحدث (فورات) إعلامية عقب موجة من التصريحات (الدعائية). ويحضرني هنا موضوع لم تخطئه عيني ربما بحكم الاختصاص المهني، وهو عن حدوتة إعادة هيكلة الجامعات.
هي حتماً قضية مهمة لكن تنفيذها لا يتم عبر الصحف ووسائل الإعلام، ولا يتم خلال أسبوع أو شهر أو عام أو حتى عامين وثلاثة، ولا يكفي لبيان أهميتها نشر بعض البيانات والإحصائيات والأرقام! وحتماً لا يكفي للشروع فيها مجرد التوجيه، وكأنها عملية إزالة سور متهالك على أرض مغتصبة أو القبض على مفحط يزاول هوايته الخطرة.
إعادة هيكلة الجامعات عنوان عريض لفلسفة عميقة وتغيير جذري ونظرة أوسع وأشمل لمفهوم التعليم الجامعي. وليس تواضعاً الزعم بأني لا أجيد هذا الفن أو أُحسن عزف هذا اللحن. الأمر أكبر من قدرات شخص أو مجموعة من الأشخاص، والأمر كذلك لا ينبغي أن يفتي فيه ماكنزي أو بوز ألن أو ما شاكلهما من أصحاب الفواتير الضخمة والنواتج المكررة المتواضعة.
ولا أحسب أن إعادة الهيكلة تقتضي بالضرورة إلغاء تخصصات بعينها أو دعم بعضها الآخر! إعادة الهيكلة تقتضي بالضرورة حسن إدارة الموارد التي تتلقاها مؤسسات التعليم العالي، والتي تعني الإنفاق على الأهم ثم المهم كما تعني الترشيد الرشيد في مواطن لا ينبغي الإنفاق عليها على النحو المعتاد أو السائد.
ولكي يتم تحديد الأولويات لابد من الاستماع لكل الأصوات بكل مسؤولية وأمانة وحياد، ولا بد من الإقدام بشجاعة والتحرك برشاقة واتخاذ القرار بقناعة خالية من شحوم الضغوط والمجاملة.
إعادة هيكلة التعليم العالي تتطلب شروطاً ومواصفات كثيرة قبل الشروع في تطبيقها أو حتى التفكير في إطلاقها! لابد للمجتمع أن يتغير تدريجياً «اجتماعياً وثقافياً وسلوكياً». مثلًا من الصعب إعادة الهيكلة في مجتمع لا يعترف إلاّ بالشهادة الجامعية بوابة لخطبة العروس المرغوبة، ولا يهدأ له بال حتى يودع ابنه إحدى وظائف الدولة، حتى لو كانت وظيفة روتينية خايبة متواضعة، ولا يعترف إلا بالشهادة الجامعية وسيلة لصنع الذات ورسم المستقبل وتحقيق الأهداف.
إعادة هيكلة الأبعاد والأدوار تتطلب إعادة هيكلة للعقول والأفكار.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/09/01