سعيد السريحي ..

جميل أن تعلن المديرية العامة للشؤون الصحية بمحافظة جدة اكتمال بنيتها الإلكترونية بنسبة ١٠٠% واستغناءها عن المعاملات الورقية بعد تحولها إلى العمل الإلكتروني، وجميل أن تتمكن كافة المديريات الصحية في مختلف المناطق من تحقيق ما حققته مديرية جدة فتستغني بالعمل الإلكتروني عن التعاملات والمعاملات الورقية.

غير أن كل ذلك الجمال لا يمكن له أن يكتمل ما لم تكتمل الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، فالمواطن لا يعنيه كثيرا أن يحمل إلى الصيدلية وصفة دواء ورقية أو أن يذهب إلى الصيدلية ليجد الوصفة قد سبقته إلكترونيا إليها، وإنما يهمه أن يجد الدواء الذي وصفه له الطبيب متوفرا في الصيدلية أو لا يضطر طبيبه الذي وصف له الدواء أن يهمس في أذنه: هذا الدواء اشتريه من برا.

ولا يهم المواطنين الذين يراجعون المستشفيات الحكومية أن يسجلوا مواعيدهم إلكترونيا أو «يسحبوا رقم السرا»، بل يهمهم أن لا يضطر المريض إلى الانتظار ساعات طويلة حتى يحين موعد فحصه بعد أن كان قد انتظر لأسابيع أو شهور ليحظى بموعد مع الطبيب.

المواطنون لا تهمهم أن تكون الإجراءات إلكترونية أو ورقية، بل يهمهم أن تتوفر أسرة للمرضى وحاضنات للأطفال الخدج، تهمهم نظافة المستشفيات وصلاحية أجهزة التكييف واتساع غرف الانتظار ويهمهم قبل ذلك وبعد ذلك السلامة من الوقوع ضحايا للأخطاء الطبية.

ذلك أهم عند المواطنين، فإذا ما تحقق كان للمواطنين أن يشاركوا المسؤولين في وزارة الصحة فرحتهم باكتمال البنية الإلكترونية.

صحيفة عكاظ