ما الرابط بين انقطاعات المياه والتعرفة الجديدة؟
موفق سعد النويصر ..
لا يكاد مجلس في مدينة جدة اليوم يخلو من حديث عن أزمة المياه الخانقة التي يمر بها معظم أحياء المدينة طوال العام، وبتصاعد سيئ منذ رمضان الماضي وحتى الآن.
أمس كنت وسط جمع من الأصدقاء وكانت أزمة المياه هي محور حديثهم، حيث سرد كل واحد منهم قصته بحسب مكان إقامته.
الأول: لدي عمارتان بحي البوادي، ولكن في شارعين مختلفين. كانت المياه تصلهما مرة واحدة في الأسبوع، ومنذ شهرين أصبحت تصل للأولى كل 10 أيام، وللثانية مرة في الشهر، وبالتالي تحول الاعتماد على مياه عين العزيزية، بواقع وايتين في الأسبوع للأولى، وثلاثة للثانية. وبحسبة بسيطة تحتاج العمارة الأولى إلى 8 وايتات في الشهر بقيمة 960 ريالا، والثانية 15 بـ1800 ريال.
الثاني: كانت المياه تنقطع عن شارعي بحي الربوة دوريا، وبعد مجموعة من الشكاوى، والإزعاج المستمر لمنسوبي شركة المياه الوطنية أصبحت لا تنقطع عنا إلا فيما ندر.
الثالث: نحن من سكان حي الروضة، ولا أتذكر متى آخر مرة انقطعت فيها المياه عن الحي.
الرابع: نحن من سكان أبحر الجنوبية، ونحمد الله أننا لا نتمتع بهذا الترف، فلا توجد لدينا شبكة مياه أصلا، واعتمادنا الكلي على مياه الوايتات.
اللافت أن الجميع خلال حديثه عن الأزمة اختلف موقفه حيال الأسباب المؤدية للانقطاع، ففيما يرى البعض أن انتقال الحكومة إلى جدة هو السبب، يرى آخرون أن تزامن الإجازة الصيفية مع دخول شهر رمضان الذي تكثر فيه العمرة، وكذلك بدء موسم الحج، من أهم الأسباب التي تدفع لحدوث هذا الخلل. أما الفئة الثالثة فألقت باللائمة على كثرة انكسارات الشبكة.
شخصيا أجد أن جميع الأسباب المطروحة كفيلة بإحداث هذا الخلل، ولكن أي واحد منها السبب الأكبر؟ لا نعلم، خاصة أن شركة المياه ذكرت في وقت سابق عبر تصريحات صحفية أنها «لجأت إلى تنفيذ خطة لتقليل معدلات تسربات المياه وانكسار خطوط التمديدات التابعة لها، عبر تقليل حجم ضخ المياه وإعادة توزيعها، مع التركيز على المناطق الأكثر احتياجا»، ثم عادت وأكدت عبر بيان رسمي لها أنها حظرت قطع المياه في ستة مواسم (رمضان، عيد الفطر، موسم الحج، عيد الأضحى، الاختبارات المدرسية، الإجازة الصيفية)، وهو ما لم تلتزم به.
هذا الأمر يقودني إلى السؤال: هل يعقل أن تعالج شركة المياه مشاكل شبكتها من جيوب الناس؟ وإذا صحت أقوالها بخصوص تسريبات الشبكة، فلماذا لا يتوقف الضخ إلا عن سكان الأحياء المتوسطة والشعبية والعشوائية؟
في ظني أن المسؤولين عن المياه عندما عجزوا عن إقناع الناس بالتعرفة الجديدة، لجؤوا إلى حل الانقطاع المنتظم لإجبارهم على القبول بها، خاصة أن البديل المتاح (الوايتات) يتطلب الدفع الفوري والذهاب للعين للحصول عليها.. فهل أنا مصيب في ظني، أم إن هناك سببا آخر؟
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/09/09