عيسى الحليان ..

عندما نقول إننا نكتنز مقومات سياحية عظيمة لم تستثمر بعد، فإننا لا نجافي الحقيقة دون أن نغفل بطبيعة الحال درجة «الاحتباس الاجتماعي» وعلى أي درجة يتقاطع مع هذه المقومات، لكني هنا سأكتفي بنمط سياحي تقليدي واحد لا يتجاوز الماء الذي يشكل مع الخضرة ثنائيا - أو ثلاثيا إن شئت - وجدانيا لمعاني الجمال السياحي المترسبة في ذهنية السائح السعودي بسبب ظروف التصحر الطبيعي، ربما في النفوس قبل الأرض.

شواطئ البحار والجزر تشكل اليوم واحدة من أهم أنماط وأدوات السياحة العالمية الحديثة؛ ففي حين نجد أن البلدان المجاورة قد ردمت البحار وصرفت المليارات لإقامة جزر سياحية (اصطناعية) فإن الله حبانا بجزر طبيعية قائمة لم نستفد من مقوماتها الخام والهائلة بعد!

قطر بنَت جزيرة «بنانا» الاصطناعية وأقامت منتجعا سياحيا تديره شركة عالمية «أنانتارا» وطورت جزيرة السافلة رغم كونها لا تتجاوز (8 كلم) وقبل ذلك أقامت جزيرة «اللؤلؤة» الشهيرة وكونت شواطئ خلابة على مساحة 33 كم لتتسع لـ 30 ألف ساكن وزائر، وفي أبو ظبي تم ردم جزيرة السعديات وأقيمت لها شركة سياحية متخصصة وحطت بها أفضل الفنادق العالمية وأقيمت بها سلسلة متاحف عالمية كمتحف اللوفر ومتحف جونجهام ومتحف زايد الوطني وغيرها، هذا خلاف الجزر الأخرى كجزيرة بني ياس والريم وغيرها، وفي دبي أقيمت جزر النخيل العالمية (نخلة جميرا، ونخلة جبل علي، ونخلة ديرة) وكلها معروفة لديكم عز المعرفة، أما في عمان فتم تطوير جزيرة مصيرة وجزيرة الحلانيات (كوريا موريا) وغيرها من الجزر المنسية.

في المملكة من يصدق أن لدينا ونتيجة لاتساع الجرف القاري 1285 جزيرة ما بين رملية وقارية وبركانية؟

من يعرف منكم على سبيل المثال جزيرة «سجيد» في جيزان والتي تبلغ مساحتها (150 كم) أو جزيرة الدسان في تبوك (26 كم) أو جزيرة «حاطبة» في مكة (19 كم)؟

من سمع منكم بجزيرة أبو علي (59 كم) أو الباطنة (33 كم) وتاروت (20 كم) والزخنوية (12 كم) في الخليج العربي؟

قادمون بقضنا وقضيضنا من جزر يبلغ عددها 1285 جزيرة وشواطئ بطول 3800 كم لنتزاحم خلال العطل والإجازات وبقية أيام السنة على مرافق الـ seafront في شواطئ هذه الدول وجزرها الاصطناعية الصغيرة.. ترى متى نفك شيفرة مثل هذه الألغاز؟
وللموضوع بقية!

صحيفة عكاظ