التعليم جرياً على العادة
عبده خال ..
حقاً، علينا أن نكون أكثر مصداقية مع مخرجات التعليم، والمصداقية التي أعنيها ألا ننتظر جودة عالية في المخرجات، فالمنتظر الواثق من الجودة هو من لا يعيد اجترار مشاكله ويعيد إدراجها في المدخلات مع وعود بأن تكون النتائج وفق التطلعات الكبيرة.
جميعنا يعلم أن الدول الناهضة دائما تعالج مشكلة التعليم قبل أي شيء آخر كي تتمكن من خلق تنمية مستدامة معتمدة على القوة البشرية في المقام الأول.
ومشكلة التعليم لدينا أن المحرك لا يستطيع حمل ثقل الهيكل، فتجدنا في كل مرحلة يتهاوى الهيكل ويسقط ونظل متجمهرين حوله باحثين عن محرك قوي يستطيع أن يقلع بنا من محطات الإحباط الدائمة.
فهل يمكن للتعليم تحقيق نجاحات مبهرة بينما لا يزال يعتمد على الإخفاقات التي عطلت مسيرته السابقة؟
وبعيداً عن كل المعضلات التي يعيشها التعليم فهو لم يعالج الآلية الرئيسة في توفير المعلمين، والتوفير هنا ليس التأهيل ولا البحث عن راحة المعلم بتوفير كل احتياجاته الوظيفية ولا بتوفير البيئة المدرسية.. لننسَ كل الوسائل لنجاح العملية التعليمية ونقف عند عجز الوزارة عن توفير معلمين.
كيف يمكن لتعليم أن ينجح من غير معلمين؟
هذه هي الفاجعة، فقبل يوم واحد من بدء العام الدراسي، تلقينا صدمة عنيفة مفادها أن الوزارة لم تستكمل إجراءات ترشيح وتعيين خمسة آلاف معلمة، وأن نهاية الأسبوع سوف تشهد بداية إجراءات التعيين بما يعني الاستمرار عدة أسابيع قبل أن يتم توزيع وإدراج المعلمات في المدارس.
فأين الجاهزية التي تتحدث عنها الوزارة في استقبال الطلاب والطالبات؟
ألم تكن هناك أيام طويلة (في الإجازة) لإنهاء إجراءات تعيين المعلمات؟ أم أن الوزارة لا تعمل في أيام الإجازة؟
ويتكشف عدم جاهزية الوزارة بتوفير المعلمين والمعلمات عندما غيبت هذا الملف في تقريرها الأخير، فهل يعقل أن تفاخر الوزارة بتوفير برادات المياه بينما هناك عجز في المعلمين والمعلمات؟
لن تكون هذه هي الصدمة الأولى، فقد ألفنا أن هذه الوزارة لا تحلّق بتاتاً وإنما تواصل السير في المدرج حتى ينتهي العام مع وعد أن تحلّق في السنة المقبلة، وفي كل سنة (مقبلة) نجدها تلهث مستغيثة بكوادرها العتيقة أن يشمّروا عن سواعدهم لمواصلة الدفع المتواصل للوصول إلى خط نهاية العام الدراسي.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/09/19