صراخ ذابل
عبده خال ..
- ماذا يحدث في جامعة الباحة؟
هذا السؤال ربما يعيد للأذهان سؤال حسني البرزان الذي كان يطرحه في مسلسل «صح النوم» وانتهى المسلسل دون أن تكتمل المقالة التي أقيم عليها السؤال:
- إذا أردنا أن نعرف ماذا يحدث في إيطاليا فعلينا أن نعرف ماذا يحدث في البرازيل؟
أي أن وضع جامعة الباحة مثل بقية أوضاع جامعاتنا، الفرق في تفاوت نسب التردي، ولم تمض سوى يومين حتى أطلت علينا كوارث التعليم العام والعالي، ولأن موسم التعليم هذا العام سوف يكون طويلا فسوف تنبعث مشاكل التعليم من كل حدب وصوب.
ولو أردنا أن نعرف ماذا يحدث في جامعة الباحة فعلينا أن نعرف ماذا يحدث في التعليم عامة؟
وهذا المقال لن أتطرق لما يصيح منه الطلاب أو ما يتقاذفون به من تهم تخص إدارة الجامعة أو عن موقع الجامعة المعطل الذي لم يمكن الطلاب من تسجيل جداولهم الدراسية أو التاريخ السابق للطلاب مع الإدارة في عدم حل مشاكلهم الأكاديمية، لا لا لن أتحدث عن هذا، فأمر جامعة الباحة يبدو مستفحلا، وكانت تغريدات الدكتور علي بن محمد الشهري وكيل جامعة الباحة للتطوير وخدمة المجتمع هي قاصمة الظهر، حيث اشتكى أن أسوأ أيام عمله هي العامين الماضيين بعد عمل جاد امتد لثلاثين عاما، فما الذي دفع وكيل جامعة الباحة للتطوير وخدمة المجتمع أن يقول:
- «صرخت بأعلى صوتي فلم يُسمع لصراخي حاولت طرق عدة أبواب فلم تُفتح لي تشبثت بكل قشة لنقل بثي وحزني على صرح يهدم أمامي وليس لي حيلة في إنقاذه».
وهذه الصرخة ليست شكوى بل انفجار صدر لم يجد جهة تعليمية عليا تفتح لصرخته مخرجا لكي يقول ما الذي يحدث لصرح جامعي يتهدم.
فهل علم وزير التعليم أن شخصية قيادية في جامعة يرأسها، خرج على الملأ ليقول إن هناك جامعة تتهاوى وإنه وجد أبواب المسؤولين موصدة، بينما هو عاجز لعدم تمكنه من إنقاذ ذلك الصرح؟
وأعتقد أن صرخة الدكتور الشهري قابلة لتتمدد، فهي إدانة ليس لجهة واحدة وإنما إدانة لكل الأبواب التي طرقها من أجل إنقاذ ما يحدث من تهاوٍ لأحد الصروح العليا للتعليم.
نفسي أن أشقق المدى صراخا تضامنا مع صرخة الدكتور الشهري وبقية الطلاب، ولكن خشيتي أننا جميعا نصرخ في واد ليس به صدى.
فهل نستعيض عن سؤال حسني البرزان بأغنية طلال مداح: وترحل.. صرختي تذبل في وادٍ لا صدى يوصل.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/09/20