لحس الملايين!
حمود أبو طالب ..
لا تندهشوا كثيراً من ضياع ١.٦ مليون بين معلومة وزارة التعليم وتقرير هيئة الإحصاء عن عدد الطلاب والطالبات الذين بدأوا الدراسة هذا العام كما نشرت «عكاظ» يوم أمس. فبالنسبة للوزارة ما زلت أتذكر جيدا تصريحا سابقا لأحد وزرائها عن عدد الطلاب الذين ذهبوا إلى المدارس في أول يوم دراسي، وتصريحا آخر لوكيل الوزارة في صحيفة أخرى وفي ذات اليوم، وكان الفرق بين الرقمين نصف مليون. بكل بساطة ضاع نصف مليون بين التصريحين آنذاك، ولأن المسألة نسبة وتناسب فلا غرابة أن يزيد عدد الضائعين مع زيادة عدد السكان ليصل إلى هذا الرقم الجديد.
وحتى لا تظن وزارة التعليم أنها الوحيدة في هذه الظاهرة نؤكد لها أن الحال لا يختلف كثيرا في بعض الوزارات أو أغلبها تقريبا، اسألوا أي وزارة عن معلومة إحصائية بشأن موضوع ما، ثم اسألوا قسما آخر فيها أو فرعا لها في أحد المناطق عن تلك المعلومة لتكتشفوا الاختلاف الكبير الذي يصيب السائل بالحيرة الشديدة، ويجعله يهذي بسؤال واحد طول الوقت: كيف نخطط لحاضرنا ومستقبلنا إذا كنا لا نملك المعلومة الإحصائية الصحيحة المؤكدة.
في بلاد العالم التي لا تقبل إهدار وقتها ومواردها لا يمكن قبول نسبة خطأ مهما كانت بسيطة في مثل هذه المعلومات، أما لدينا فلا مشكلة أبدا في «لحس» الملايين من أي رقم إحصائي، وبشكل علني، ليتأكد لنا أن مشكلتنا الأولى والأساسية هي في المعلومة، لأن الكثير لا يحترمون دقتها، وبالتالي ما بُني على خطأ ستكون نتيجته حتما خطأ.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/09/20