من دسّ 13 مليارا في تقرير هيئة الطيران للشورى؟

سعيد السريحي ..
ثمة حلقة مفقودة يمكن لها وحدها أن تقدم تفسيرا لما بين مجلس الشورى وهيئة الطيران المدني من خلاف كشفت عنه التصريحات المتعاقبة والمتناقضة التي صدرت من الجهتين في أعقاب مناقشة مجلس الشورى للتقرير السنوي لهيئة الطيران المدني.
أعضاء مجلس الشورى انطلاقا من الدور الرقابي للمجلس على أداء الجهات التنفيذية المتمثلة في المؤسسات الحكومية ناقشوا تقرير هيئة الطيران بحضور من يمثلون الهيئة وأبدوا عددا من الملاحظات يتصل بعضها بتأخر إنجاز مطار الملك عبدالعزيز في جدة عن الموعد الذي كان مقررا إنجازه فيه، ويتصل بعضها الآخر بأهمية خلق بيئة تنافسية بين شركات الطيران تكفل الارتقاء بالخدمات المقدمة للعملاء، وتحدث أعضاء عن عدم حرص الخطوط السعودية، التي أصبحت خاضعة إداريا لهيئة الطيران المدني، على رضا عملائها، فيما توقف أعضاء آخرون عن إجراءات السلامة وعدم وجود التفاصيل المتعلقة بالأضرار والتعويضات فيها، وكان مما ناقشه بعض الأعضاء مصير ١٣ مليار ريال تمثل مستحقات الهيئة لدى شركات الطيران المختلفة رأى أولئك الأعضاء أن الهيئة لم تحرص على استيفائها من تلك الشركات مما يعد تفريطا في المال العام.
ولم يكد مجلس الشورى يعلن عن ذلك النقاش ويفصح عن تلك الملاحظات حتى بادرت الهيئة للإعلان عن أن الشورى ناقش تقريرا قديما حول المسألة المتعلقة بمصير المليارات الثلاثة عشر، واعدة بالكشف عما أنجزته بهذا الصدد في تقارير جديدة قادمة، وعندها سارع المتحدث باسم الشورى إلى نفي ذلك، مؤكدا أن المجلس ناقش هذه المليارات التي لا تزال مجهولة المصير بناء على ما ورد في آخر تقرير تسلمه المجلس من الهيئة وتمت تلك المناقشة بحضور ممثلين للهيئة.
الحلقة الغائبة في هذه القضية التي تستدرج الضحك والأسى في آن واحد تتمثل في مسألتين: الأولى أن الهيئة غضت الطرف أو تجاهلت كافة الملاحظات والانتقادات التي وجهها لها مجلس الشورى وتوقفت عند تقرير الـ ١٣ مليارا، لكي تؤكد أنه تقرير قديم وأن ثمة تقريرا آخر يكشف جهود الهيئة في تحصيل تلك المليارات، أما المسألة الثانية فتتعلق بما يبدو تعجلا من الهيئة في إرسال تقريرها إلى مجلس الشورى، بحيث دست في ذلك التقرير الشامل تقارير قديمة لم تلبث أن ورطتها فاضطرت أن تعلن عن قدمها غير آبهة بسؤالها عما جعلها تضم تقريرا قديما لتقريرها المقدم للشورى، ويبقى السؤال الأخير: إذا كان لدى الهيئة تقرير جديد يتضمن جهودا مبذولة لتحصيل هذه المليارات ما الذي منعها أن تقدمه لمجلس الشورى وكيف سكت ممثلو الهيئة عن ذلك حين ناقش الشورى أمامهم ذلك التقرير لو كانوا يعرفون أنه قديم؟.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/09/26