آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
انور أبو العلا
عن الكاتب :
كاتب سعودي

نتيجة مؤتمر الجزائر للبترول (رمية عشوائية من غير رامٍ)


انور أبو العلا ..

قبيل انعقاد مؤتمر الدول المصدرة للبترول (دول أوبك وأخرى من غير أوبك) في الجزائر على هامش المنتدى العالمي للبترول كانت التصريحات متضاربة بعضها مع بعضها الآخر حتى التصريحات الصادرة من نفس المصدر الواحد فقد اعتدنا أن يصرّح وزير البترول في دولة مصدرة للبترول للصحفيين بتصريح ثم يتلوه في نفس اليوم تصريح ثان لنفس الوزير يتناقض مع تصريحه الأول.

وهكذا بالتالي أصبحت تكهنات المحللين لأسواق البترول الدولية متضاربة فعندما يسمع المحلل التصريح الأول للوزير يقول لنا بأنه يوجد اتفاق. ثم يسمع المحلل نفسه التصريح الثاني للوزير نفسه فيعود ويقول لنا انه لا يوجد اتفاق وإنما الاجتماع فقط للتشاور وتبادل وجهات النظر بين المجتمعين.

ثم كانت المفاجأة المذهلة (أو بالأحرى المباغتة) التي أذهلت وزراء البترول المجتمعين في داخل صالات المؤتمر قبل أن تذهل الصحفيين المنتظرين في خارج قاعات الاجتماع وبالتالي انتقل الذهول إلى وسائل الإعلام المتابعة للمؤتمر التي تناقلت الخبر المتضمن أن أوبك ستخفّض إنتاجها بمقدار 750 ألف برميل في اليوم وبأن سطح الحصة الإجمالية لدول أوبك ستكون 32.50 مليون برميل في اليوم.

واضح بأننا لو أخذنا تصريحات أوبك الأوليّة على علاّتها بأنهم سيخفضون إنتاجهم – وفقا للأخبار –  بحوالي مقدار 750 ألف برميل في اليوم وبأن سطح حصتهم الإجمالية الجديدة ستكون حوالي 32.5 مليون برميل في اليوم فإن هذا يعنى تلقائيا أن دول أوبك يقدرون إنتاجهم الحالي بأنه 33.25 مليون برميل في اليوم وهذه أول غلطة أو مغالطة ترتكبها دول أوبك فإنتاجها وفقا لتقديراتي للبترول الخام وحده هو حوالي 33.96  مليون برميل في اليوم. وبإضافة السوائل البترولية الأخرى التي تنتجها أوبك وهي تبلغ وفقا لتقرير أوبك الشهري الأخير 6.29 ملايين برميل في اليوم إلى إنتاج أوبك اليومي من الخام فسيبلغ إنتاج أوبك حوالي 40.25 مليون برميل في اليوم وهو رقم غير مسبوق على الإطلاق لدول أوبك منذ إنشائها عام 1960.

لقد اعتادت منظمة أوبك أن تنشر في تقاريرها الشهرية ثلاثة جداول (إحصائيات) تحتوي على أرقام مختلفة لإنتاج بترول الدول الأعضاء فيها هي: الجدول الأول يحتوي على الأرقام التي تنقلها أوبك من المصادر الخارجية المتخصصة ويقول هذا الجدول أن إجمالي إنتاج أوبك من الخام وحده بلغ 33.24 مليون برميل في اليوم في شهر أغسطس الماضي. والجدول الثاني يحتوي على الأرقام التي تقدمها حكومات الدول الأعضاء إلى أوبك وهو ليس كاملا ولا يحتوي على الرقم الإجمالي في نهايته. ولكن وفقا لحساباتي الشخصية فانه يزيد بحوالي 871 ألف برميل عن إجمالي الجدول الأول. والجدول الثالث يحتوي على إنتاج دول أوبك للبترول غير الخام (السوائل) وبلغت 6.30 ملايين برميل في الربع الثالث لعام 2016 وهي لا تدخل ضمن حصة أوبك ولكنها تدخل ضمن إنتاج (عرض) البترول العالمي للبترول في الأسواق تماما كما يدخل الخام ولها نفس التأثير على حدوث الفائض والتأثير على أسعار البترول.

الخلاصة: الحقيقة أن وجود أوبك ضرورة لا غنى عنها سواء للمنتجين أو المستهلكين للبترول لضمان الاستقرار في أسواق البترول العالمية ومن غير وجود أوبك ستكون أسواق البترول فوضى لا يوجد جهة مسؤولة موثوق فيها لإدارة معروض البترول ويركن إليها العالم ويحملها المسؤولية لإمداده بالكميات التي يعجز أنتاج (عرض) الدول الأخرى من خارج أوبك عن تلبية احتياجاته للطاقة وهو الدور الذي استطاعت أن تقوم به أوبك بجدارة بقيادة المملكة وتعاون الدول الأعضاء الأخرى معها في المنظمة رغم ما يطفو على السطح من خلافات كبيرة بين أعضائها. لكن لا يلبث الأمر طويلا حتى يطغى العقل ويسود التعاون بينهم رغم إنكار وظلم الإعلام العالمي لاوبك واتهامها بالكارتل وهي منه بريئة كبراءة ذئب يوسف.
 
جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/10/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد