هيئة سوق المال وحال السوق
راشد محمد الفوزان ..
هل يمكن أن يقال إن وضع السوق اليوم والذي يقف عند مستويات 5600 نقطة تقريبا ويفقد منذ بداية العام ما يقارب 18% حتى نهاية تداول الخميس الماضي، فقد كان إغلاقه نهاية عام 2015 وصل 6911 نقطة، وكان المؤشر العام منذ نهاية 2013 وهو يتراجع،فكان المؤشر العام منذ 2009 وهو يحقق ارتفاعا بعد التراجع الكبير لعام 2008 " الأزمة المالية ووصل معها المؤشر لأدني مستوى وهو 4233 نقطة " ثم أخذ مسارا صاعدا منذ 2009 حتى " 2013 أي 5 سنوات وأعلى مستوى وصل له منذ 2009 حتى اليوم أكتوبر 2016 هو مستوى 11،159 نقطة في عام 2011 . ومنذ عام 2014 وهو يتراجع إلى أكتوبر 2016 ووصل على مدى سنتين مستوى الانخفاض 32% تقريبا أي منذ نهاية 2014 إلى اليوم بالنقط 2،698 نقطة.
وفق هذه المعطيات لمؤشر السوق، يمكن القول ماهي الأسباب مباشرة " سعر النفط " الإنفاق الحكومي، حالة التقشف، تخوف المستثمر ببقاء النقد لديه حتى تتضح الصورة، فالشراء في رحلة الصعود أكثر جدوى من رحلات النزول، فهذه تربحك وهذه لا تعرف أين يتوقف التراجع، لكن السؤال هنا وبعيدا عن مسببات تراجع السوق التي نعرفها ندركها، هل يستحق السوق كل هذا النزول؟ هل يملك مبررات النزول لمستويات تفوق 30%؟ هل نملك أدوات تخفف من وطأه النزول بهذه الحدة وهذه الخسائر التي قد تفقد الثقة بالسوق؟ دور التسهيلات هل هو حاضر هنا؟ هل يوجد صناع بالسوق يتدخلون بالوقت المناسب أو يترك السوق يصحح نفسه؟ هل اليوم واقع السوق هو فرص حقيقة أو مرحلة عدم وضوح الرؤية أو تخوف؟ هل نملك خيارات وحلولا للسوق بحيث لا يخسر وفق هذا المسار القاسي؟ كيف يمكن بناء الثقة بالسوق؟ هل يتوفر النقد لكي يعيد الحياة للسوق من جديد؟ هل ستطرح اكتتابات جديدة ؟ إلى أي مدى يمكن أن تستمر أوضاع السوق اليوم؟ هل السوق يملك العمق لاحتواء مايحدث "مثلا شراء الشركات لأسهمها" وغيره من القرارات "المرنة" لمعالجة وضع السوق؟ هل حدثت إفلاسات لمستثمرين بما يؤثر بالسوق؟ ماهي الحلول التي يمكن أن تقوم بها هيئة سوق المال لخلق سوق "ناضجة" ولا نقول دعمه لرفع المؤشر موقتا، بل البحث عن عمل مؤسسي حقيقي، هذه بعض الأسئلة لديّ والكثير يمكن أن يطرح.
أسئلة كثيرة جدا، لنا كمحللين رأي وآراء كل يطرح بما يرى، ولكن المشرع والمنظم للسوق "أين هو" ؟ وأقصد به هيئة سوق المال، أم ما ترون يعتبر طبيعيا ولا علاقة لكم به والسوق يصحح نفسه، نريد معرفة موقفكم وفق ما يحدث، دوركم في الأزمات يجب أن يكون حاضرا، بحلول وعمل مؤسسي يدعم قدرات السوق ونضجه.
جريدة الرياض
أضيف بتاريخ :2016/10/09