المجتمع السعودي.. والاضطرابات النفسية
عيسى الحليان ..
بلغ عدد السعوديين المصابين بالاضطرابات النفسية في المملكة 54.622 مصاب خلال عام 1436هـ، وذلك ما بين حاله جديدة أو مترددة، وما بين منوم ومراجع بأقسام الصحة النفسية بوزارة الصحة وفقاً لصحيفه «مكة» (5 محرم)، وهذه الأرقام تشتمل على الذين يراجعون مستشفيات الوزارة فقط، ولا تشمل الذين يراجعون العيادات أو المستشفيات الخاصة، كما أنه لا يدخل ضمنها أولئك المكتئبون (خلقة) في هذا المجتمع، وهم بالمناسبة كثر، وذلك بسبب مظاهر الرهاب الاجتماعي، والذين عادة ما يبقون في منازلهم، وإن كانت تظهر أعراض اكتئابهم على شكل ممارسات شاذة وغير سوية في بعض أوساط هذا المجتمع المضطرب اجتماعياً وعصبيا ونفسياً، خلاف المصابين بأكثر صنوف الشيزوفرينيا حدة في هذا المجتمع، وهم الذين اعتادوا على الاكتئاب المزمن وأصبحوا يتكيفون مع أوضاعهم الاجتماعية كوضع عادي وطبيعي دون مراجعه للعيادات.
لسنا في معزل عن العالم، فالاكتئاب مرض عصري بسبب ضغوط الحياة، ولسنا استثناء، فلدينا ضغوطنا الاجتماعية التي نشترك فيها مع العالم، أو تلك التي ننفرد بها عنهم، لكن الإشكالية هنا أننا ما نزال نرسم صورة بانورامية وغير واقعية عن هذا المجتمع «الفاضل» الذي ليس له مثيل في هذا العالم.
الإشكالية هنا ليست في ارتفاع هذا العدد من الحالات المرضية المباشرة فقط، ولا في عدم وجود إحصائيات ودراسات اجتماعية رصينة ترصد هذه الظاهرة وتضعها في نصابها الصحيح، وإنما في النسبة المرتفعة من المصابين بالوسواس والقلق والفصام (شيزوفرينيا) وهي شريحة كبيرة ومرتفعة في مجتمعنا بشهادات كل المختصين في الطب النفسي وأرباب الدراسات الاجتماعية، وربما كانت أعدادها مفاجئة لو تمت إماطة اللثام عنها من خلال إحصائية اجتماعية محايدة، وإن كانت أصلا ظاهرة للعيان في تفاصيل وملامح هذا المجتمع ومدى استقراره الاجتماعي والنفسي.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/10/11