كيف تصبح الدولة فوتو جينك..!
عبدالله المزهر ..
يسألني صديقي الغثيث هل نحتاج إلى تحسين صورتنا في الخارج أم إلى تعديل وضعنا الحقيقي حتى يظهر جيدا عند تصويره من الداخل أو الخارج؟
وهذا سؤال سهل وإجابته سهلة، ولكن المشكلة تكمن دائما في التطبيق. فالكلام النظري سهل إلى درجة أن أمثالي وأشكالي يستطيعون التنظير والحديث حتى عن المشاكل التي يواجهها سكان الكواكب المجاورة لكوكبنا البائس.
والدول مثل الأشخاص، فهنالك دول «فوتو جينك»، تظهر صورها جميلة رغم كمية «البلاوي» التي تغطي وجهها في الحقيقة، وهنالك دول مثلي، رغم وسامتها في الحقيقة إلا أنها تظهر بشعة في الصور مهما حاولت التزين و«التكشخ» وأيا كانت زاوية التصوير!
الجميل والمحفز على التفاؤل أن عمليات التجميل ممكنة، وأماكن الخلل واضحة ويمكن إزالتها أو تغييرها.
وعلى سبيل المثال فحين تظهر صورتنا في الخارج وفيها بعض الندوب مثل «التفريق بين زوجين متفقين متحابين بدعوى اختلاف النسب» فإن الحل السهل والعملي والبسيط هو إزالة هذا التشوه وستظهر الصورة أجمل بكل تأكيد، لن يكون مجديا أن تقتصر محاولاتنا على إقناع من ينظر إلى الصورة أن يكذب عينيه ويقتنع بأنها جميلة.
وبعيدا عن «السفه» الذي يمارسه بعض المطالبين بـ «إسقاط الولاية» فإن للمرأة حقوقا مغيبة يجب أن تحصل عليها، وأن تعدل القوانين والأنظمة التي لا تتعامل معها كإنسان كامل الأهلية، هذا تشوه آخر يظهر في الصورة ولا يمكن إخفاؤه بالتبرير!
وعلى أي حال..
ليست قضايا المرأة وحدها من يتسبب في هذه الندوب الصغيرة التي تفسد الصورة الجميلة الكبيرة، وكنت سأشير إلى تشوهات أخرى وأتحدث عن بعض أحلامي، وكنت سأقول إن مثل تلك الأشياء السهلة التي في المتناول وتعتبر من «نقص القادرين على التمام» ستجعل منا دولة «فوتو جينك»، تظهر صورتنا جميلة من أي زاوية التقطت، ولكني فضلت الصمت فبعض الكلمات تفسد الصور أيضا!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/10/14