قبول التعايش مع الآخر يمنع تكرار الكوارث
منصور الجمري ..
بحسب التقارير المنشورة أمس، فإنّ الجيش العراقي حقق تقدُّماً سريعاً في معركة الموصل سعياً لتحرير المدينة من تنظيم «داعش» الذي استولى عليها في منتصف 2014. وقالت قيادة العمليات إنها سيطرت على منطقة الحمدانية التي كانت تقطنها الأقلية المسيحية قبل أن يطردهم منها إرهابيو «داعش».
لاشك أن استعادة الموصل ستمثل ضربة قاضية للتنظيم الإرهابي الذي سيطر على مساحات شاسعة من سورية والعراق، وأعلن دولة للخلافة، ولكن طرد «داعش» من الموصل لن يحقق لوحده السلام المنشود، إلا إذا تبعته عملية سياسية ناجحة، وتفاهم إقليمي يمنع إعادة السيناريو الذي حدث من قبل.
العراقيون كانوا من أكثر المجتمعات التي نجحت في خلق هوية وطنية جامعة مع إحساس عميق بالقومية. ولكن فترات الدكتاتورية، وثم الغزو الأميركي، ودخول القوى الإقليمية على الخط، إضافة إلى فساد وعجز عدد غير قليل من السياسيين، كل ذلك حوَّل العراق إلى أحد أخطر مسارح الحرب الطائفية التي تم إشعالها بعد اندلاع أحداث الربيع العربي في 2011.
البلاء الذي عَمَّ العراق أوضح المخاطر الجَمّة التي تنال من الجميع وتحوِّلهم إلى فريسة سهلة للإرهاب والفساد والتبعية. إن الفرصة أمام العراقيين سانحة من أجل حماية مستقبل بلادهم من الأزمات والكوارث التي يصنعها الإنسان لنفسه عندما يرفض التعايش مع الآخر، لينتهي به الأمر تحت سيطرة التخلف أو الفساد أو الإرهاب أو الظلم والدكتاتورية.
صحيفة الوسط البحرينية
أضيف بتاريخ :2016/10/19