انقطاع الكهرباء استعدادا للصيف
أحمد صالح حلبي ..
في منتصف العام الماضي وتحديدا خلال الفترة من 17 ــ 18 شعبان 1437 الموافق 25 ــ 26 مايو 2016، نظمت الشؤون الإعلامية بالشركة السعودية للكهرباء ملتقى الإعلام الكهربائي الرابع بمكة المكرمة، وكان لي شرف حضوره ضمن نخبة من إعلامي مكة المكرمة اختارتهم الشركة.
وكان الملتقى فرصة للالتقاء بقياديي الشركة الذين تحدثوا عن التطورات التي شهدتها خدمات المشتركين، إضافة للمشاريع التي نفذت وتلك التي يجري تنفيذها، وشكل الملتقى فرصة استمعنا فيها للكثير من الأفكار والرؤى، وشاهدنا العديد من الخدمات التي تمثل نقلة تطويرية للشركة وخدماتها، غير أن الواقع الذي يعيشه المشتركون مع الشركة يخالف ذلك، فحالات انقطاع التيار الكهربائي لا ترحم صغيرا أو كبيرا، ولا تعرف ليلا أو حتى نهارا، فالانقطاع قادم لا محالة حتى وإن تأخر الصيف.
والبداية كانت من عطل حدث بعد منتصف الليل لمشترك من سكان حي العوالي بمكة المكرمة، وبعد البلاغ تلقى رسالة يقول مضمونها «عزيزي المشترك، لقد تم تسجيل البلاغ برقم (......)»، والغرابة ليست في مضمون الرسالة بل بالرسائل التالية التي أخذت تشق طريقها صوبه، فحملت الرسالة التالية التالي «عزيزي المشترك، تم الكشف على الموقع وتبين أن التوصيلات الخاصة بالشركة سليمة، نأمل فحص الشبكة الداخلية لديكم»، لكن هل التوصيلات الخاصة هي سبب العطل؟
قد يكون من الممكن قبول ذلك في حال لم تقم الشركة بإرسال رسالة أخرى تقول في مضمونها «عزيزي المشترك: إصلاح العطل يحتاج لفرقة مختصة وقد يستغرق ذلك بعض الوقت، نقدر تفهمكم».، وينبغي على المشتركين أن يتفهموا ذلك وألا يطالبوا الشركة بالإصلاح السريع.
ولا يمكن القول بأن الفواتير أحسن حالا من الأعطال، فمن الممكن تحويل فاتورة من سداد شهري منتظم إلى سداد الـــ 61 يوما، وإيقاع المشترك بين حيرة في الأمر، وتسأل عن السبب في هذه الإضافة غير المبررة، وهنا نقول قد تكون الإجابة لدى خدمات المشتركين مؤكدة، لكن هل يمكن القول بأن معدل الاستهلاك ارتفع لهذا المشترك أم إنه انخفض؟
لنترك العاطفة بعيدا ونتحدث بلغة المنطق، وبعيدا عن هذا العطل، وتلك الفاتورة، نقف على أرض الحياد ونتحدث بلغة الواقع، ونقول ما مصير مشترك فقد أباه أو أمه أو زوجته أو ابنه المريض المعتمد على جهاز مرتبط بالطاقة الكهربائية نتيجة للانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي ففارق ذاك المريض الحياة، هل ستسعى الشركة لتعويض المشترك بفقدانه له؟
إن كان من حق الشركة الحصول على حقوقها المالية وفصل التيار عن المتأخر عن السداد، فمن حق المشترك مواطنا كان أو مقيما، مقاضاتها لأي عطل غير مبرر والمطالبة بالحصول على الخدمات التي التزمت بها الشركة.
وما نأمله من الشركة أن تكون خدماتها فعلية لا لفظية، وأن تسعى بجد واجتهاد لإجراء تجارب متتالية على محطاتها ونقاط التوزيع قبل حلول فصل الصيف، وأن تبتعد عن أسلوبها في الاعتذار الذي حفظنا نصه عبر تغريداتها بــ «تويتر» والتي تكون عادة مقرونة بالجملة التالية «أن قطع التيار جاء إثر عطل طارئ، وتتواجد الفرق الفنية في الميدان الآن؛ لكي تعمل على إعادة الخدمة».
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/11/03