سعيد السريحي ..
يعتمد التقرير السنوي لمعهد ليجاتوم جملة من المؤشرات لتحديد الدول الأكثر ازدهارا والدول الأشد بؤسا في العالم، وإذا كان من المتوقع أن يكون الاستقرار الأمني والاقتصادي وتدني مستوى البطالة وجودة أنظمة التعليم وكفاءة الخدمات الطبية وكفالة الحريات العامة تقف على رأس تلك المؤشرات فإن مدى جودة شبكة الإنترنت في البلدان التي يتم تقويمها قد أصبحت من أهم مؤشرات التقويم، ولا يعود ذلك إلى ما تكشف عنه تلك الجودة من تطور وتقدم تقني للدول التي يتسم بها الإنترنت في تلك الدول وإنما يرجع ذلك لما تمثله تلك الجودة من تمتع تلك الدول بالاستقرار في كافة المجالات ومن ثم تمكينها لشعوبها من التواصل مع مكوناتها وكذلك مع العالم عبر شبكة الإنترنت دون قيود مفروضة أو تخفيض متعمد لقوة الشبكة أو حجب لمواقعها أو منع لبرامج التواصل فيها مما يؤدي لتعطيلها أو الحيلولة دون الاستفادة منها على الوجه الأكمل.

لم يعد الإنترنت وشبكاته ترفا وإنما أصبح وسيلة هامة تقف على رأس وسائل المعرفة على نحو أصبحت فيه الشعوب تتمايز معرفيا بتمايز قدراتها على الاستفادة من هذه الشبكات وهي استفادة مرهونة بجودة الشبكات وبهامش الحرية الممنوحة لتلك الشعوب في التعامل معها والتواصل مع العالم عبرها والاستفادة منها.

كما يمكن لمواقع التواصل على شبكة الإنترنت أن تكون مؤشرا على مستوى الوعي الذي تتمتع به مختلف الشعوب ومن شأنها كذلك أن تكشف اتجاهات الرأي حول القضايا العامة ومدى رضا الشعوب عن الخدمات المقدمة لها وتطلعاتها لما تطمح أن يوفره المستقبل لها.

مدى جودة شبكة الإنترنت مؤشر هام للكشف عن ازدهار الدول إلى جانب المؤشرات الأخرى، ويمكن له أن يكون المؤشر الذي تغني دراسته من كافة الجوانب عن بقية المؤشرات.

صحيفة عكاظ