حتى لا نزايد على الرؤية!!
سالم بن أحمد سحاب ..
أحياناً لا أفهم صوراً مختلفة من المزايدة على رؤية 2030 بداعٍ ودون داعٍ! ليس منا إلا ويتمنى للرؤية نجاحاً منقطع النظير، لكن في المقابل (ارحمونا) شوي من ربط كل شأن بالرؤية! مثلاً ثمة من يزايد فيقول: (سنعمل على تطوير الخدمات الصحية تحقيقاً لرؤية 2030!) طيب! وإذا لم تكن هناك رؤية، فهل يعني ذلك غياب أي تطوير للخدمات الصحية؟!
وآخر ما قرأت هو ما نقلته هذه الصحيفة (3 نوفمبر) عن لسان وكيل وزارة التعليم للمناهج والبرامج التربوية الدكتور/ محمد الحارثي الذي (أرجع جزءاً من ضعف التحصيل الدراسي لدى الطلبة لضعف قدرتهم على التعبير عما في أذهانهم من أفكار، أو ضعف استيعابهم لما يقرأون بسبب ضعف مهارة القراءة)، ثم ردد سعادته الإسطوانة نفسها المكررة منذ عقود عن الاهتمام بالعملية التعليمية وتطويرها، وختمها بقوله (بما يتوافق ورؤية المملكة 2030).
ولو أنه قال (بما يمكّن الطلبة من قراءة وثيقة الرؤية 2030) لرفعتُ له القبعة تعظيم سلام! ليس من الصعب المراهنة على أن 99% من طلبة التعليم العام والجامعي سيفشلون حتماً في تحدي القراءة السليمة لهذه الوثيقة! أي رؤية أيها العزيز، وحال أبنائنا وبناتنا في التعليم العام كما تعلمون وكما تعترفون!
يا معالي وزير التعليم: أعلم أنك من المتفائلين، لكن التفاؤل مطية العمل الجاد، والسماء لا تمطر ذهباً، والأماني لا تتحقق بالنية الحسنة فقط، وأعلم أيضاً أن المسئول يراهن دوماً على الحل الذي يراه هو دون غيره، خاصة في ظل غياب ضوابط تسمح بدخول الهواء النقي المتجدد إلى غرفة التطوير والتغيير والتحسين.
يا معالي الوزير: الوقت يمر والسنوات تمضي والحديث عن ثورة تعليمية وشيكة لا يكاد ينقضي! نصيحتي أن تتفرغ للقضية الكبرى فهي قضية وطن ومستقبل أمة! اجمع عقلاء البلد واستمع من كل معلم مباشرة ودعك من التسلسل الهرمي الروتيني التقليدي الذي أورثنا هذا التراجع الذي لا تخطئه عين المعلم في المدرسة، والأستاذ في الجامعة، والمثقف في الشارع.
كل الحلول صعبة، لكن أصعب منها هذا الضعف المؤلم الشديد.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/11/14