ياخي مابي شورك
عبدالله العقيل ..
عندما يعبر أحدهم عن رأيه وينتقد خللا رآه في إحدى مؤسسات الدولة أو في المجتمع أو في أي جهة كانت، فهذه وجهة نظر تحتمل الخطأ وتحتمل الصواب. ولك الحق ألا تحترمها، ولك الحق أيضا أن تنتقدها، ولكن قطعا ليس لك الحق في أن تشكك وتخون صاحبها لمجرد أن رأيه مختلف عن رأيك أو عن الرأي السائد. أزمة الاختلاف هي فعلا متجذرة بمجتمعنا حتى في أبسط الأشياء مثل الذوق، فحينما تشتري سيارة جديدة صدقني سوف تجد من يلومك لأنك اخترت اللون الأسود، ويستغرب بأنك لم تشترِ لونه الأبيض المفضل! وعندما تشتري منزلا سوف تجد من ينتقد تصميم المنزل لأن التصميم لا يتناسب مع ذوقه هو!
أحدهم ذهب لشراء جهاز جوال وكان بين يديه جهازان مختلفان يتفقدهما ليشتري أحدهما، فتطفل عليه رجل يقف بجانبه وقال له: "تبي شوري؟" فأجاب صاحبنا: "لا مابي شورك"، وكانت بالنسبة له صدمة حرّم بعدها التطفل والتدخل بشؤون الآخرين. كثيرة هي الأمثلة التي تثبت عدم قبولنا الاختلاف. البعض يريد أن يكون كل الناس نسخا مكررة منه في كل شيء، ويغضب عندما يختلفون عنه ويشعر بأنه نوع من التمرد عليه، وكأنهم أخطؤوا في حقه، ولذلك تكون ردة فعله قاسية، سواء بالتخوين أو بالتشكيك أو حتى بازدراء الشخص ومقت رأيه وذوقه!
هؤلاء لا يعون أننا خُلقنا مختلفين، وأن أقرب الناس لهم لن يكونوا نسخا منهم، وسيختلفون معهم في كثير من الأشياء. فمتى نعترف ببعضنا كأفراد مستقلين ونحترم كل وجهة نظر مختلفة طالما أنها مجرد وجهة نظر؟
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2016/11/17