فيديل كاسترو
عبدالمحسن يوسف جمال ..
توفي الرئيس الكوبي فيديل كاسترو عن عمر يناهز التسعين عاماً، بعد حكم استمر ما يقارب نصف القرن.
ويعتبر كاسترو أحد أواخر عمالقة السياسة الدولية، وهو من أصول اسبانية، استطاع مع زميله ارنستو جيفارا أن يخلق تياراً ثورياً في أميركا اللاتينية.
منذ البداية كانت الولايات المتحدة تحاصره حصاراً شديداً، إلا أن حماية الاتحاد السوفيتي لحكمه أنقذته من الانهيار.
وبرز ذلك بشكل خطير عام 1962، حين نشر صواريخ بالستية للدفاع عن كوبا، واعتبرت الولايات المتحدة في حكم الرئيس جون كيندي أن ذلك تهديد لأمنها القومي.
فما كان من الرئيس السوفيتي خوروشوف إلا أن توصل إلى حل يقتضي بسحب هذه الصواريخ، مقابل أن تتعهد الولايات المتحدة بعدم مهاجمة كوبا.
كان الرئيس الكوبي يمتاز بقدرته على الخطابة لمدة طويلة قد تستغرق خمس ساعات أو أكثر دون ملل أو كلل.
وقد زرناه في هافانا من خلال وفد برلماني برئاسة المرحوم الرئيس جاسم الخرافي، وعرضنا عليه قضية الأسرى الكويتيين في السجون العراقية آنذاك.
وقد أبدى اهتماماً ملحوظاً، حيث كان يسأل عن التفاصيل الصغيرة ويسجلها باهتمام.
ويمتاز كاسترو بالتواضع الجم في تعامله مع الآخرين، وقدرته على توجيه الحوار.
وعلى الرغم من الحصار الطويل والقاسي الذي اتخذته الولايات المتحدة ضد الشعب الكوبي لنصف قرن من الزمان، فإن الكوبيين طوروا الخدمة الصحية في بلادهم بحيث أصبح العلاج الطبي متقدماً كثيراً في هذه الجزيرة الصغيرة، وبالأخص علاج العظام.
ويرجع الفضل إلى الرئيس الكوبي كاسترو بأنه كان يرسل العديد من الأطباء إلى بعض الدول الأميركية الجنوبية لتقديم الخدمة الطبية للشعوب هناك.
وأثبت الشعب الكوبي بقيادة رئيسه التاريخي فشل الحصار الاقتصادي ضد الشعوب الطامحة للنهوض والتقدم.
كما يسجل للرئيس الكوبي وشعبه صمودهم عقودا طويلة أمام كل الضغوطات التي كانت توجه إليهم من الأميركان إلى أن قرر الرئيس أوباما أخيراً إنهاء المقاطعة وإعادة العلاقات مع كوبا، ليسجل انتصاراً جديداً للشعب الكوبي الأسطورة، ولزعيمه التاريخي.
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2016/12/03